ليس كافيا مـــن الآن فصاعدًا، أن نفوِّض أمرنا للانتقام الإلهي، بل يجب أن "نغلِبِ الشَّرَّ بِالخير" (رومة 12: 21)، وأن يطبّق حرفيًا وصيّة الكتاب: لأَنَّكَ في عَمَلِكَ هذا تَرْكُمُ على هامَتِه جَمْرًا مُتَّقِدًا (رومة 12: 20). وليس في الأمر انتقامًا بل نضعه في موقف حرج جداً يؤدّي به إلى تحويل بغضه إلى حب. إذ قد تتحوّل هذه النار إلى حب إذا ما تقبل العدوّ ذلك. فالإنسان الذي يحب عدوّه، يستهدف تحويله إلى صديق، ويتخذ الوسائل المؤدِّية لذلك بحكمة. وقد سبقه الله نفسه في هذا المضمار، فإِن "صالَحَنا اللهُ بِمَوتِ ابِنه ونَحنُ أَعداؤُه، فما أَحرانا أَن نَنجُوَ بِحَياتِه ونَحنُ مُصالَحون" (رومة 5: 10).