![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() مصادر عيد البشارة : بالإضافة إلى النص الإنجيلي عند لوقا (٢٦:١-٣٨) يصف الأحداث المرتبطة بهذا العيد إنجيل يعقوب المنحول وبعض الكتابات الآبائيّة. إلاّ أن النص عند لوقا يحتلّ المرتبة الأولى في تكوين هذا العيد، وبالأخص الحوار الذي دار بين العذراء مريم والملاك جبرائيل. "... الروح القدس يحل عليك، وقوّة العلي تظللك، فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يدعى ابن الله". بعد قراءة النص في إنجيل لوقا والتمعّن بكلّ كلمة فيه، يطرح الأباء في هذا الإطار سؤالين: ١- لماذا تمّت البشارة مع فتاة عذراء مخطوبة؟ ٢- لماذا اضطربت مريم من بشارة الملاك جبرائيل لها؟ * للإجابة عن السؤال الأوّل نقرأ مثلًا عند القدّيس إغناطيوس الأنطاكي (١١٥م) في رسالته إلى أهل أفسس:" إن رئيس هذا الدهر لم يدرك لا بتولية مريم ولا ولادتها ولا موت السيّد. أسرار ثلاثة باهرة فعلها الله بصمت وهدوء." هذا التخفّي له حكمته. كان من الضروري أن تكون الفتاة مخطوبة لرجل كي يُصان شرفها ولا يُعلَن ما حدث معها لليهود، فيستغلّه الشيطان وتُرجم الفتاة بحسب الشريعة، إذ كانوا سيتّهمونها بالزنى. كما ليس من الصدفة بتاتًا أن يكون خطيب مريم رجل بار، إذ كان يوسف الحارس الأمين لهذا السرّ الرهيب. * كذلك لدى أوريجنس (١٨٤/١٨٥ – ٢٥٣/٢٥٤) شروحات مماثلة تصب في الإطار نفسه. - بالنسبة إلى السؤال الثاني أيضًا يجيب أوريجنس أن كلام الملاك جبرائيل للعذراء ليس له سابقة أو حتى موجود في أي نص من أسفار الأنبياء أو الشريعة، وهذا بحد نفسه كاف. * كذلك يستفيض صفرونيوس أسقف أورشليم (٦٣٨م) في شرحه فيقول:" كانت العذراء مريم نقيّة بالفكر وطاهرة النفس، لذا استحضرتها حادثة غواية الحيّة لحواء وأسقاطها في الحيلة، وخسارتها للنعم الإلهيّة". * وقبله يؤكّد المغبوط أغسطينس (٣٥٤-٤٣٠م) أن رغبة مريم الدائمة كانت البتوليّة. لكنّه ذهب أكثر من ذلك ليقول: "قبل أن تولد مريم رغب الله بإختيار عذراء مكرّسة له ليولد منها." ولكن في الحقيقة، الكنيسة الأرثوذكسيّة إعتبرت هذا الكلام، منذ البداية، غير دقيق. بالإضافة انّه يفتح الباب للوقوع في إختيار الله المسبق للإنسان، وبالتالي يصبح الإنسان مسيّرًا لا مخيّرًا، ويفقد حريّته. ولكنّ هذا يتنافى مع طبيعة الحبّ الإلهي. كما يجمع الدارسون أن هذه الأفكار، أولدت فيما بعد، ما يسمّى في الكنيسة اللاتينية، الإختيار المسبق Predestination، ومفهوم الخطيئة الأصليّة ومنه عقيدة الحبل بلا دنس |
|