" إِنَّه ضائِعُ الرُّشْد" في الأصل اليوناني ἐξέστη(معناها اختَّل وخرج عن صوابه) فلا تشير الى فقدان يسوع عقله وصوابه ، إنما الى معاناته من الهوس الديني، وقد أصبح يسوع متطرفا كما جاء في انجيل يوحنا" إِنَّ بِه مَسّاً مِنَ الشَّيطان، فهُو يَهْذي"( يوحنا 10: 20).
ولقد وُجّه أتهام مماثل الى بولس الرسول "بَينَما هو يُدافِعُ عن نَفسِه بِهذا الكَلامِ، قالَ فَسطُس الحاكم بِأَعلى صَوتِه: ((جُنِنْتَ يا بولُس، فَإِنَّ تَبَحُّرَكَ في العِلمِ يَنتَهي بِكَ إِلى الجُنون" (اعمال الرسل 26: 24) واستخدم بولس الرسول هذه العبارة عن نفسه " فإِن خَرَجْنا عَن صَوابِنا ἐξέστημεν ففي سَبيلِ الله، وإِن تَعقَّلْنا ففي سَبيلِكَم" (2 قورنتس 5: 13).
وكان ذويه قلقين عليه، ولكنهم أخطأوا فهم هدف خدمته، لم يفهموا ولم يتقبَّلوا أنّ من يعرفونه منذ صغره صار على هذا القدر من الأهميّة، ولم يدركوا حقيقته إلا بعد وقت طويل.