الضال
بدأ الابن الضال ثائراً، وقادته ثورته إلى الحسابات الخاطئة والضياع، فبدأ يحتاج ويجوع. وقاده الجوع والحاجة إلى تذكُّر امتيازات بيت أبيه، فتاب ورجع وفرح، وهكذا شُفيت جروح الخطية وسمومها. أما ندوب الجروح وآثار السموم فلا تُمحى كلها، فالمال الذي أُنفق لن يعود، والوقت الضائع في الكورة البعيدة لن يُسترجَع، وستبقى ذكريات خيانة الأصدقاء وصُحبة الخنازير وطعم الخرنوب عالقة في ذاكرة التائب الراجع.
دعونا نرجع إلى الله تائبين إن لم نكن قد فعلنا هذا. ليس أبوك غاضباً عليك، بل هو حزينٌ لبُعدك. لا تخف من الرفض. ارجع إليه تلقَ القبول، وتسمعه يقول: «أَخْرِجُوا ٱلْحُلَّةَ ٱلأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَٱجْعَلُوا خَاتَماً فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، وَقَدِّمُوا ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ وَٱذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، لأَنَّ ٱبْنِي هٰذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاّ ًفَوُجِدَ».