الإنسان الروحي يفرح لفرح غيره
كما يقول الكتاب "فرحًا مع الفرحين" (رو 12: 15). إننا جسد واحد. إن تألم عضو، تتألم معه باقي الأعضاء. وإن فرح عضو، تفرح له ومعه باقي الأعضاء. المشاركة في أفراح الناس فضيلة. قيل عن القديسة أليصابات العاقر لما ولدت، إنه "سمع جيرانها وأقرباؤها أن الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها" (لو 1: 58).
إن الفرح بمجرد العطايا أمر له خطره. لأنه إن لم نأت عطايا الرب أو نعمه، ربما يتغير القلب من الداخل، أو يتحول إلى حزن، أو يتذمر على الرب، ليس فقط لأنه لم يعط، بل حتى إن تأخر في عطائه. لذلك فالروحيون لا يفرحون لمجرد العطية، بل يفرحون بمعطيها. يفرحون بمحبة وحنو الله الذي يعطى. وهكذا يفرحون بالرب..
إنهم يفرحون بالرب كأب يهتم بهم ويرعاهم، ويعطيهم كل ما يحتاجون إليه.. ويفرحون بمحبته لهم التي يثقون بها تمامًا، حتى إن لم يعط، أو إن لم يروا عطاياه (على وجه اصح) لأن الله دائمًا يعطي.