ان سر هرب العائلة المقدسة الى مصر مازال يشغف النفوس العابدة .فقد تاملته واشبعته درسا واجتنت منه فوائد جليلة .وما من وصف مؤثر لهذا السفر كالذي وصفه القديس الفونس ليغوري بقوله انه ما من احد يستطيع ان يصف احزان يوسف في اثناء هذا السفر لانه كان يلاحظ تعب خطيبته القدوسة غير المتعودة السير ، والم الطفل الذي كان هو ومريم يتراوحان حمله . ما اصعب ما كان ذلك السفر في قر الشتاء ! وما اشد ما كان فزعهما من ملاقاة جنود هيرودس الظالم ! و كان قوتهما كسرة خبز يابس؟؟ اين كان يقضيان ليلتهما الا تحت ظل شجرة او في بطن مغارة او هي الارض الجرداء كانت منامهما والسماء لحافهما . يقول مار بونا ونتورا ان اوجاع هذا السفر دامت مدة طويلة لانه كان على العائلة المقدسة ان تجتاز المراحل الطويلة التي اقام فيها بنو اسرائيل مدة اربعين سنة قبل دخولهم ارض الميعاد . ان القافلة المجدة في السير كانت تقطعها في خمسة عشر يومآ ربما قطعتها العائلة المقدسة في اكثر من شهرين .