لا بد أن النعمة تغلب. الله الذي نعرفه على مر الزمان، والذي امتلأ به الإنسان الباطن للمؤمن، هذه المعرفة التراكمية عن الله علَّمتنا أنه لا يترك مؤمنًا منحنيًا، ولم يعطِ المؤمن كل هذه الإمكانيات إلا ليلمع إيمانه وسط ظروف الألم.
ولو تُرك المؤمن لإنسانيته، أو لنظريات البشر، ليتصرف مثل بقية البشر، فأين الله؟ ولكن أتساءل: هل يفعل الله ذلك في وقت معين ولفترة محددة فقط، ويترك الباقي للمؤمن وتحكمه؟
لو كان كذلك، لكانت الصدمة كبرى! وهل سند الله أيوب إلى حين ثم تركه فريسة لأفكاره واستفهاماته وردوده واعتراضاته؟ أَلَم تستمر سندته لأيوب حتى النهاية، ولم يتركه في منتصف الطريق، حتى علَّمه ما يريد أن يُعلِّمه له؟ «واثقًا بهذا عينه أن الذي ابتدأ فيكم عملاً صالحًا يُكمِّل إلى يوم يسوع المسيح» (في1: 6).
هذا هو الله كما عرفناه، وليكن الإنسان بأفكاره كما يكون أو يشاء.