وقالَ لَهم: هذا هو دَمي دَمُ العَهد يُراقُ مِن أَجلِ جَماعَةِ النَّاس
"دَمُ العَهد" فتشير الى قول موسى النبي "هُوَذا دَمُ العَهدِ الَّذي قَطَعَه الرَّبُّ معَكم".
يوحّد موسى بصفته الوسيط بين الرب والشعب بينهما رمزيا برش دم ذبيحة واحدة على المذبح الذي يُمثِّل الرب، ثم برشِّه على الشعب (خروج 24: 8).
فالميثاق في العهد القديم كان يُبرم بالدم (احبار 1:5) كما سيُبرم في العهد الجديد بدم المسيح "دَخَلَ يسوع القُدْسَ مَرَّةً واحِدَة، لا بِدَمِ التُّيوسِ والعُجول، بل بِدَمِه، فحَصَلَ على فِداءٍ أَبَدِيّ" (عبرانيين 9: 12-26)، وحقّق العهد الذي قُطع قديما في جبل سيناء بدم الضحايا "هُوَذا دَمُ العَهدِ الَّذي قَطَعَه الرَّبُّ معَكم" (خروج 24: 8)،
ويُخبر ضمنا بتحقيق العهد الجديد الذي تنبَّا به الانبياء "ها إِنَّها تَأتي أَيَّام، يقولُ الرَّبّ، أَقطعُ فيها مع بَيتِ إِسْرائيلَ (وبَيتِ يَهوذا) عَهداً جَديداً" (ارميا 31: 31).
وفتح موت يسوع "العهد الجديد" أي عهد النعمة التي تنبأ عنه ارميا وكشف شروطه، وهي الغفران الالهي وسكنى الله بين الناس. وفي دم المسيح خُتم العهد بطريقة نهائية بين الله والبشر.