بَعد مُضِيّ أَربَعينَ يومًا على احتِفَالِنا بِعيدِ مِيلادِ الرّبِّ الْمَجيد، ها نحن نحتفِلُ اليوم بعيد تَقدمَتِهِ إلى الهيكل، امتِثالًا مِن أَبَويه لِمَا تَقضي به الشّريعة.
فَعادةُ تَقدمةِ البِكر للرّب، هي شريعةٌ أَوصى بها الرّبُّ شعبَه عند خروجِهم من أرضِ مِصر، كَما وَرَدَ في سفرِ الخروج (2:13، 11)، كَعَلامَةٍ يَذكرون ويحمدونَ بها الرّبَّ الّذي اِفتَداهُم وَخَلَّصَهم من حُكمِ فِرعون وطُغيانِه، بيدٍ قَويّة وذراعٍ مبسوطة (تثنية الاشتراع 15:5).
وَخَرجَ بهم من دارِ العبوديةِ والهلاك، وسار بهم صوبَ أرضِ الحريةِ والنّجاة. أمّا الْمقتدِرُ الغَنيّ فكانَ يُقدِّمُ عَن بِكرِه حَملًا حَوليًّا، وغيرُ الْمقتدرِ الفَقير يُقدِّمُ زَوجي يمام أو فَرخي حَمام (أحبار 6:12-8).
وهي تقدِماتٌ تُقرَّبُ تَكفيرًا عن الخطايا، وَطَلبًا للمغفرةِ، وتَطهيرًا من الذّنوب.
الأب فارس سرياني - الأردن