لقد تمتع الشعب قديماً بعد أن تحرر من نير فرعون، وهو منطلق إلى أرض ميراثه بأفخر طعام ألا وهو «المَن» .. الذي يصفه آساف بالقول: «بر السماء .. خبز الملائكة» (مز78: 24، 25)، إلا أننا نجدهم يحنُّون إلى طعامهم القديم، مُظهرين سأمهم من هذا الطعام الجديد، قائلين لموسى: «قد تذكرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجاناً، والقثاء والبطيخ والكراث والبصل والثوم. والآن قد يبست أنفسنا. ليس شيء غير أن أعيننا إلى هذا المن!» (عد11: 5، 6). يا للحسرة عندما تعزف أنفسهم عن الطعام الأرقى قائلين عنه: «كرهت أنفسنا الطعام السخيف» (عد21: 5)، وتحِنُّ للدون!! ليتنا ندرك جيداً أن لنا طعاماً يختلف تماماً عن طعام العالم .. فكأطفال حديثي الإيمان لنا «اللبن العقلي العديم الغش»، وهو نافع لنمونا (1بط2:2)، وكبالغين لنا «الطعام القوي»، وهو نافع لتمرين حواسنا على التمييز بين الخير والشر (عب5: 14).