لقد كانت إرادتي وحدها تمنعني من تحقيق هذا الفعل العظيم، كم طلبت من هذه الإرادة أن ترجع عن الشرور فلم تقبل، كنت كلما ملت إلى الصالحات أشعر بأن قوة تدفعني إلى فعل الشر وكلما أبغضت الإثم فعلته، إرادتان تعملان فيّ الواحدة تضاد الأخرى إرادة الخير وإرادة الشر، وكثيراً ما كنت فريسة للإرادة الأخيرة لأنها قوية بالنسبة لضعف الإنسان، والضعف يستهويه، ولكني عندما التجأت إليك شعرت بأن ضعفي كان وهماً وإرادتي الشريرة كانت ضعفاً بالنسبة ليمينك القوية، وضراوة الإثم دخاناً من حطب رطب بلله الشرير، ورأيت نقاوة صورتي بعد أن أعدت إليها صفاءها وغسلتها بمائك المقدس، فانزاح الغبار عن صفحتها، وسكبت ينابيع غفرانك في الجروح التي انفتحت تحت ضربات الشرير لتملي هاوياتها السحيقة بفيض شلالات غفرانك، ومسحت بيمينك باصرة النفس فانفتح أمامها الأفق بطهره ونقاوته وجماله وشعرت بتصاعد التهاليل من أعماقي، ورأيتك وأنت تبتسم لتوبتي فسبحتك بمحبة ومجدتك بجلال، وقدستك بطهر، وغنيتك نشيدي بصفاء روح ونقاوة قلب.