لقد شبعت الملكة بما رأت كما من شحم ودسم، ولم تبق فيها روح بعد، لأنها وجدت أن ما أُخبرت به لم يكن إلا نصف ما رأته عيناها. ثم تركت سليمان ذاهبة في طريقها إلى بلدها وقد غمرها الفرح. ما أشبهها بتلك السامرية التي تركت جرتها عند قدمي ربنا المبارك وذهبت وهي غير مهتمة بشيء إلا بما رأته فيه. لقد تركته وهي تنادي للآخرين "هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت". لقد بدأت الملكة رحلتها وهى تشعر بعدم الراحة وبالحاجة إلى المعرفة لأن كل ما كان لها لم يكن يشبع رغبتها في المعرفة. وهناك تمتعت بكل كنوز المكان ورجعت إلى بلدها كإناء ممتلئ إلى حافته