![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "فقال لهم: أنا هو لا تخافوا". [20] يقول:"أنا هو"، أي "أنا الساكن (وسط الشعب)"، أو"أنا هو الذي أنا هو" (خر 3:14) جاء ماشيًا على المياه ليس استعراضًا لسطانه على البحر والطبيعة، وإنما إعلانًا عن إخضاع قوانين الطبيعة لحساب مؤمنيه، خاصة في وسط آلامهم. إنه الرب الذي يركب السحاب لنجدة شعبه (تث 33: 6). يسمح لأولاده بالتجارب، لكنه لن يتركهم وسط التجربة، بل يعلن عن حضوره ليهبهم راحة وسلامًا. إذ رأوا السيد المسيح ماشيًا على المياه خافوا وارتعبوا، إذ ظنوه خيالًا. فالخوف من الخيال أشد من الخوف من التجربة نفسها. *تأملوا كيف أن المسيح لم يظهر لأولئك الذين كانوا في السفينة عند إبحارهم في الحال، ولا عند بدء المخاطر التي حدثت، لكن حينما كانوا على بعد غلواتٍ كثيرة بعيدًا عن الشاطئ. فإن نعمة ذاك الذي يخلص لا تفتقدنا حالما يبدأ الخطر حولنا، وإنما عندما يبلغ الخوف ذروته، ويبدو الخطر نفسه عنيفًا جدًا، ونوجد في وسط أمواج الضيقات، عندئذ يظهر المسيح دون توقع، ويبدد مخاوفنا، ويخلصنا من كل خطرٍ، وبقدرته التي لا يُنطق بها يبدد المخاوف بالفرح، ويصير هدوء وسلام. القديس كيرلس الكبير |
|