حكومة المالكي تستعرض 'إسلامويتها' ضد نوادي بغداد الليلية ناشطون: التصرف يعتبر شكلا من أشكال التضييق

[matoka]

حكومة المالكي تستعرض 'إسلامويتها' ضد نوادي بغداد الليلية

ناشطون: التصرف يعتبر شكلا من أشكال التضييق على حريات العراقيين الشخصية، وتدخلا أمنيا خارجا عن السياقات الدستورية.

برطلي . نت / متابعة
بغداد - ميدل ايست أونلاين


قامت قوة خاصة تابعة للجيش العراقي ليل الثلاثاء بإغلاق عشرات النوادي الليلية ومحال بيع المشروبات الروحية في بغداد مستخدمة القوة، بحسب ما ذكر مصدر في وزارة الداخلية الأربعاء.

وقال المصدر رافضا كشف اسمه إن "قوات خاصة كبيرة من الجيش العراقي اقتحمت جميع النوادي الليلية المنتشرة في منطقة الكرادة وشارع العراصات وشارع ابو نواس وسط بغداد، وطردت الزبائن من داخلها".

وأضاف أن "القوة استخدمت الهراوات وأعقاب البنادق لضرب الزبائن وعدد من المغنين الذين كانوا يحيون الحفلات".

وأشار إلى أن العملية منسقة وجرت بالتزامن قرابة الساعة الثامنة مساء بتوقيت العراق (5,00 تغ)".

من جانبه، أوضح مصدر أمني رفيع أن "القوة تابعة للواء 56 التي يديرها مدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق فاروق الأعرجي".

وأضاف أن "أمرا صدر للقوة بغلق جميع النوادي الليلة ومحلات بيع المشروبات الكحولية، لكنها قامت بضرب وتكسير محتويات عشرات النوادي الليلية ومخازن الكحول".

وأشار المصدر إلى أن بين الأشخاص الذين تعرضوا للضرب المغني المعروف حسين البصري.

كما توجهت القوة إلى اتحاد الأدباء ونادي السينمائيين والصيادلة حيث اعتدت على الصحافيين والمثقفين الذين كانوا هناك، بالإضافة إلى ضباط برتب كبيرة كانوا جالسين بالزي المدني، وفق المصدر نفسه.

وأكد المصدر أن "مكتب القائد العام تراجع عن مسالة إغلاق بعض النوادي الاجتماعية، لكنه أغلق كل النوادي الأخرى حتى إشعار آخر".

وبررت مصادر في مجلس محافظة بغداد عملية الغلق بشكاوى المواطنين في المناطق التي فتحت فيها النوادي دون تراخيص من الحكومة". وأشارت إلى أن "هذه المحال انتشرت بصورة عشوائية داخل المناطق السكنية وبالقرب من دور العبادة".

وأضافت المصادر أن "جميع هذه الأماكن تنافي قيم المجتمع العراقي وأخلاقه سيما وإنها لا تلتزم بالقوانين والشروط التي تمنح على أساسها الحكومة التراخيص لفتح هذه الأماكن".

وقال ناشطون عراقيون إن هذا التصرف يعتبر شكلا من أشكال التضييق على حريات العراقيين الشخصية وتدخلا أمنيا خارجا عن السياقات الدستورية، وطالبوا رئيس الوزراء نوري المالكي بإعادة فتح هذه المحال واحترام حريات المواطنين.

وازداد عدد النوادي الليلية والاجتماعية ومحال بيع الكحول في الفترة الأخيرة في بغداد بعد الاستقرار النسبي للأوضاع الأمنية، بعدما كانت هذه الأماكن عرضة لاستهداف يومي من الجماعات المتطرفة.

وقال مصدر أمني عراقي إن اللواء الذي قام بعملية الغلق، يتخذ من المنطقة الخضراء مقرا له ويتبع رئاسة الوزراء ما يعني أن التوجيهات ربما جاءته هذه المرة من نوري المالكي شخصيا.

وفي السابق، كانت عمليات غلق محال بيع الخمور والنوادي الليلية تعهد لمجلس محافظة بغداد وبالتنسيق مع الشرطة السياحية. وكان المجلس يركز في حملاته عادة على شهر رمضان لكن إغلاق النوادي الليلية ومحال بيع المشروبات الكحولية أصبح لاحقا يمتد على كامل أشهر السنة تقريبا.

ويقول مسؤولون عراقيون إنهم لم يضعوا قوانين جديدة بشأن غلق النوادي الليلية ومتابعة المفطرين علنا ومحاسبتهم، وإنما هم يطبقون قوانين نظام صدام التي ماتزال سارية.

وعاش العراق على مر تاريخه المعاصر على توافق اجتماعي وسلم أهلي، ولم يحدث ان تم مهاجمة الحانات أو النادي الليلية، الا بعد سيطرة الاحزاب الدينية على الحكم عام 2003.