البابا شنودة الثالث
هناك أسلوبان في حياة التوبة، وفي العلاقة بين الله والإنسان: 1- أن يأتي الإنسان إلى الله، فيقله الله..
وذلك حسب وعد الله الصادق "من يقبل إلي، لا أخرجه خارجًا" (يو 6: 37). وهذا هو الذي حدث للابن الضال: شعر بسوء حالته، وقال أقوم واذهب إلى أبي. وفعلًا ذهب إليه، فقبله أبوه فرحًا (لو 15: 17 - 24). ويطلب الله منا هذه التوبة وهذا الرجوع إليه، فيقول "ارجعوا إلى فأرجع إليكم" (ملا 3: 7).
2- الأسلوب الثاني: أن يبدأ الله العلاقة مع الإنسان.
هو الذي يذهب إليه. يسعى إلى خلاصه، كما سعي وراء الخروف الضال حتى وجده وحمله على منكبيه فرحًا (لو 15: 4، 5)، وعن هذه المبادرة الإلهية، يقول "أنا واقف على الباب أقرع. من يفتح لي، ادخل وأتعشى معي، وهو معي" (رؤ 3: 20). ونود في هذا الفصل، أن نركز على بدء الله بالعمل معنا.