منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 08 - 2021, 03:22 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,191






يهوذا قد جاء متقدمًا كل الأسباط


امتلاك بيت إيل:

إن كان يهوذا قد جاء متقدمًا كل الأسباط، إذ كانت قرعته هي الأولى في الهجوم بكونه يمثل السيد المسيح نفسه الخارج من سبط يهوذا، فقد جاء بعده في القرعة "بيت يوسف" إي سبطا إفرايم ومنسى.
"يوسف" يعني "نمو"، و"إفرايم" يعني "ثمر متكاثر"، "منسى" أي "ينسى"، فإن كنا في المرحلة الأولى قد رأينا يهوذا يطلب من أخيه شمعون أن يخرجا معًا كأخوين متلازمين علامة إتحاد الإيمان بالاستماع للوصية أي بالعمل، ففي هذه المرحلة ينطلق يوسف أي النمو الروحي خلال عمل إفرايم مع منسى أي التمتع بثمر الروح مع نسيان محبة العالم.
يهوذا اقتنى أورشليم أي رؤية السلام، وبيت يوسف أخذ مدينة بيت إيل أي بيت الله؛ فبالإيمان (يهوذا) ننعم برؤية السلام الإلهي الفائق داخلنا، وبالنمو الروحي (يوسف) نصير نحن أنفسنا بيت إيل أي مسكنًا مقدسًا لله.
ليست هناك مدينة تحدث عنها الكتاب المقدس بعد أورشليم مثل بيت أيل، التي كانت تُدعى مدينة لوز؛ أول ما قدم إبراهيم أرض الموعد نصب خيمته في الأراضي المرتفعة قرب بيت إيل (تك 12: 8، 13: 3)، ولما هرب يعقوب من وجه عيسو متجهًا إلى ما بين النهرين بات في مكان قرب مدينة لوز، حيث شاهد السلم السماوي ودعا المدينة بيت إيل (تك 28: 11-19؛ 31: 13)، وللأسف عند انقسام المملكة أقام يربعام العجلين الذهبيين في بيت أيل (1 مل 12: 28-33) لذلك دعاها هوشع النبي "بيت آون" أي بيت الأصنام (هو 10: 5، 8)، فعوض تابوت العهد (القضاة 20: 27) الذي بارك المدينة وقدسها صارت مركزًا رئيسيًا للعبادة الوثنية في إسرائيل (عا 4: 4؛ 5: 5).
أما كيف استولى بيت يوسف على بيت إيل فيقول الكتاب: "صعد بيت يوسف أيضًا إلى بيت إيل والرب معهم" [22]. لقد دخلوها خلال معية الله! لا نستطيع اقتحام بيت إيل أي بيت الله إلاّ بالله نفسه الذي يحملنا فيه إلى بيته، ويكشف لنا أسراره، ويمتعنا بحياته السماوية.
ويروي لنا الكتاب المقدس طريقة الدخول إلى بيت إيل بقوله:
أولًا: "واستكشف بيت يوسف عن بيت إيل" [23]، أي أرسل بيت يوسف مراقبين أو جواسيس يستكشفون أمرها، كما سبق فأرسل يشوع جاسوسين لمعرفة أسرار أريحا (يش 2: 1). إن كان يوسف يمثل السيد المسيح في جوانب كثيرة فإن بيت يوسف يمثل الكنيسة التي ترسل مراقبين أي خدامًا للكلمة يشهدون للحق ويفتتحون كل قلب لحساب مملكة الله، لتجعل منه بيت إيل الحقيقي.
إن كانت النفس البشرية هي بيت يوسف الحقيقي، يليق بها ألاّ تكف عن استخدام كل طاقاتها وإمكانياتها كمراقبين عملهم تقديس الأعماق بالروح القدس، لكي يظهر القلب كبيت إيل، متحققًا فيه قول السيد المسيح: "ها ملكوت الله داخلكم" (لو 17: 21). وقول الرسول: "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم؟!" (1 كو 6: 19).
ثانيًا: ينطلق المراقبون إلى مدينة "لوز"، إذ قيل: "وكان اسم المدينة قبلًا لوز" [23]. لم يذكر اسم المدينة بلا هدف، فإن اللوز إنما يُشير إلى كلمة الله كقول الرب نفسه لأرميا (أر 1: 11-12). وكما يقول العلامة أوريجانوس: [إن اللوز يحمل قشرة خارجية تجف وتسقط، وله غلاف صلب يكسر، في داخله اللوز نفسه يؤكل. هكذا يرى أن كلمة الله أو الكتاب المقدس إذ فُسر حرفيًا يكون الإنسان قد أكل الغلاف المرّ الجاف، وإذا توقف عند التفسير السلوكي أو الأخلاقي يكون كمن اهتم بالغلاف الصلب، أما من يدخل إلى التفسير الروحي العميق فينعم باللوزة نفسها الشهية والنافعة(24)].
أرسل بيت يوسف المراقبين ليتعرفوا على لوز ويدخلوا إليها فينعموا ببيت إيل، هكذا لا تستطيع النفس أن تصير بيتًا لله ما لم ترسل المراقبين إلى كلمة الله (لوز) وتتعرف على أسرار الكتاب المقدس لتنطلق بالروح القدس المراقب الحقيقي، القادر أن يدخل بها إلى أعماق مفاهيم أسراره الروحية. لقد انطلق داود النبي بالروح إلى لوز حين قال "ابتهج أنا بكلامك كمن وجد غنيمة وافرة" (مز 119: 162).
ثالثًا: "فرأى المراقبون رجلًا خارجًا من المدينة، فقالوا له أرنا مدخل المدينة فنعمل معك معروفًا" [24]. من هو هذا الرجل الذي يعرف مدخل المدينة والذي قاد المراقبين إليها إلاّ جماعة اليهود الذين أؤتمنوا على كلمة الله وصارت إليهم النبوة، فقد دخلوا بالعالم إلى معرفة السيد المسيح وكشفوا للأمم "بيت إيل" ومداخلها لحقيقية، أما هم فذهبوا إلى أرض الحيثيين [26] وأقاموا لأنفسهم مدينة لوز حسب أهوائهم. إنهم كعمال فلك نوح الذي صنعوا الفلك لنوح وعائلته أما هم فلم يخلصوا.
لقد عمل بيت يوسف معروفًا مع الرجل وعشيرته وأطلقوهم [25]، لكن عوض أن يدخلوا معهم المدينة ويشتركوا معهم في الميراث انطلقوا للحياة مع الحيثيين يشاركونهم جحودهم وعدم إيمانهم!
ما صنعه الرجل مع بيت يوسف يفعله الكثيرون حتى اليوم، يقودون الآخرين إلى معرفة الحق وأما هم فلا يدخلون. هذا ما خشاه الرسول بولس لئلا يسقط فيه عندما قال: "أقمع جسدي وأستعبده حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" (1 كو 9: 27). وما خشاه القديس يوحنا الذهبي الفم على نفسه، إذ قال: [إني أسكب الدموع عندما أرى نفسي في كرسي فوق كراسي الآخرين، وعندما يُقدم ليّ احترام أكثر من غيري




رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فسيرفعك الله ويعطيك مكانًا متقدمًا في الملكوت
لما كنت يا الله متقدمًا شعبك عندما أخرجتهم من أرض مصر
مزمور 15 - الله أن يتحرك متقدمًا شعبه
كان إبراهيم متقدمًا روحيًا عن ابن أخيه لوط
هو متقدمًا في كل شيء


الساعة الآن 03:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025