البابا شنودة الثالث
إن عمل الله لم ينته بالخلق، حينما استراح الله في اليوم السابع! فالله يعمل باستمرار يري كل شيء ويرقب، كضابط للكل.. وهو يعمل في رعاية هذه البشرية، ويسند ويساعد ويعين ويحفظ.. وقد قيل عن الآباء الرسل "فخرجوا، وكرزوا في كل مكان. والرب يعمل معهم، ويثبت الكلام بالآيات التابعة" (مر 16: 20). وقال داود النبي عن عمل الرب "ما أعظم أعمالك يا رب.. كلها بحكمة صنعت" (مز 104: 24).
الثالوث القدوس إذن يعمل معنا، وتعمل معنا ملائكته.
قال الرسول عن الملائكة، أليسوا جميعًا أرواحًا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب 1: 14) ملاك من السارافيم طار بسرعة وأخذ جمرة من على المذبح ومسح بها شفتي إشعياء النبي لما سمعه يقول "ويل لي قد هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين" (اش 6: 5-7) وملاك آخر وقف يدافع عن يهوشع الكاهن لما رأى الشيطان وقال له "لينتهزك الرب" (زك 3: 2). ويعوزني الوقت إن تحدثت عن عمل الملائكة من أجل البشر بأمر من الرب: مثل قول دانيال النبي "إلهي أرسل ملاكه فسد أفواه الأسود" (دا 6: 22)، ومثل إنقاذ الملاك لبطرس من السجن (أع 12) ومثل قول الكتاب "ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم" (مز 34: 7). ومثل قول الكتاب عن عمل الله من أجلنا في ضيقتنا "في كل ضيقهم تضايق وملاك خلصهم" (اش 63: 9).