![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يا رب نجنى كتب القديس متى الإنجيلى عن وقائع لقاء السيد المسيح مع تلاميذه فى وسط البحر فقال: “فلما أبصره التلاميذ ماشياً على البحر اضطربوا قائلين إنه خيال. ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلمهم يسوع قائلاً: تشجّعوا، أنا هو، لا تخافوا. فأجابه بطرس وقال: يا سيد إن كنت أنت هو فمرنى أن آتى إليك على الماء. فقال: تعال. فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتى إلى يسوع. ولكن لما رأى الريح شديدة خاف. وإذ ابتدأ يغرق، صرخ قائلاً: “يا رب نجنى”. ففى الحال مد يسوع يده وأمسك به وقال له: يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟ ولما دخلا السفينة سكنت الريح والذين فى السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين: بالحقيقة أنت ابن الله” (مت14: 26-33). فى وسط الريح الشديدة ابتدأ بطرس يغرق، فصرخ قائلاً: “يا رب نجنى”. لم يكن هناك مجالاً للحديث.. أو للحوار.. أو للتفكير.. بل كان الصراخ هو الحل الوحيد. هناك مواقف لا يناسبها إلا الصراخ إلى الله فى الصلاة. كقول المرتل “من الأعماق صرخت إليك يا رب” (مز129: 1). أو قوله “بصوتى إلى الرب صرخت، بصوتى إلى الرب تضرعت، أسكب أمامه توسلى” (مز141: 1، 2). أو كصلاة يونان من بطن الحوت “دعوت من ضيقى الرب فاستجابنى. صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتى” (يون2: 2). هذا النوع من الصراخ ينطبق عليه (كما ذكر قداسة البابا شنودة الثالث) قول الشاعر صوتى عِلى مثل صرخة غريق بينده لقارب نجاة… بـيصـرخ بيصرخ بكـل قـواه لــــلـحيــــــــــــاة لقد صرخ بطرس، وفى الحال مد الرب يده وانتشله. فهل نصرخ نحن إلى الرب حينما ندخل فى مأزق أو تجربة؟ أم صلاتنا تكون سطحية وليست من أعماق القلب؟! هناك فرق بين إنسان يطلب من الله أن يكون معه، مجرد طِلبة. وآخر فى استغاثة حارة يصرخ إليه ليتدخل سريعاً وبكل قوة. الله يريد الذين يصرخون إليه فى وقت التجربة.. صراخ من القلب.. صراخ بدموع.. لذلك قال الرب: “ادعنى فى يوم الضيق أنقذك فتمجدنى” (مز50: 15). كثيراً ما تكون صلواتنا ضعيفة، ربما حتى لا تصل إلى سقف حجرة الصلاة. تكون صلاة كمن يؤدى واجب عليه وليس أكثر..!! |
|