هل يستحيل على الرب شئ؟!
ترك السيد المسيح التلاميذ طوال الليل، يواجهون العاصفة وأمواج البحر الهائج، وجاء إليهم ماشياً على البحر.. وفى مشيه على الماء كان يريد أن يعطيهم درساً ذا أهمية كبيرة، وهو أنه لا يوجد شئ مستحيل عند الرب.
ربما مكثوا الليل كله يقولون فيما بينهم: {ليته كان معنا فى السفينة، لو كان معنا ما لحق بنا هذا الشئ الذى صار الآن}.
لكن السيد المسيح أراد أن يعلِّمهم أنه يستطيع أن يتخطى كل الفواصل والعوائق، يستطيع أن يمشى على الماء، وليس ذلك فقط، بل يستطيع أن يمنح تلاميذه هذه الإمكانية أيضاً أن يسيروا مثله على الماء. فحينما طلب منه بطرس ذلك، أجابه إلى طلبه تحقيقاً لقوله الإلهى: “من يؤمن بى فالأعمال التى أنا أعملها يعملها هو أيضاً” (يو14: 12).
السيد المسيح يعمل الأعمال الفائقة للطبيعة بقدرته الإلهية الخاصة، أما تلاميذه فيعملونها بنعمة منه. مهما كثرت أعمال التلاميذ والقديسين، فكلها بعطية من صاحب القدرة ومانح السلطان والمواهب.