يشير معلمنا بولس الرسول إلى ارتباط عهد الختان بالمعمودية، وارتباط المعمودية بعمل الله في قيامة السيد المسيح من الأموات فقال: "وبه أيضًا ختنتم ختانًا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضًا معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات" (كو2: 11، 12). لقد أعاد الله تجديد الحياة على الأرض بواسطة الطوفان وفلك نوح،وذلك حينما محا الشر الظاهر الموجود في العالم وخلّص نوحًا وبنيه بواسطة الفلك الذي بناه نوح بالإيمان لخلاص بيته "الذي مثاله يخلصنا نحن الآن أي المعمودية. لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح" (1بط3: 21).
وبعد الطوفان عادت الحمامة إلى الفلك حاملة ورق الزيتون في منقارها لكي تعلن لنوح أن المياه قد انحسرت عن الأرض وعادت مقومات الحياة مرة أخرى. وكانت الحمامة وورق الزيتون رمزًا لعمل الروح القدس في المعمودية؛ وفي سر الميرون المقدس يُدْهَن زيت الزيتون الطيب المخلوط بأطياب دفن السيد المسيح التي وجدها الآباء الرسل بعد قيامته من الأموات.