فالمسيح حقَّق ولا يزال يُحقِّق بالفعل وعده المقدس: «ها أنا معكم كل الأيام، إلى انقضاء الدهر» (مت 28: 20). لقد أثبت المسيح أنه رجاؤنا حقاً. وهكذا يُشجِّعنا القديس بطرس الرسول أن نسلك كما سلكوا هم: «الذي وإن لم تَرَوْه تحبُّونه، ذلك وإن كنتم لا تَرَوْنه الآن لكن تؤمنون به، فتبتهجون بفرح لا يُنطق به ومجيد» (1بط 1: 8).
أما القديس بولس الرسول فيُركِّز في رسالته إلى أهل تسالونيكي على أن المسيح هو صبر رجائهم: «مُتذكِّرين بلا انقطاع عمل إيمانكم، وتعب محبتكم، وصبر رجائكم، ربنا يسوع المسيح، أمام الله وأبينا» (1تس 1: 3). ويُلاحَظ هنا أن المسيح يجيء في هذه الآية كموضوع الرجاء. فلم يكتب: ”رجاؤكم في المسيح“ بل «صبر رجائكم، ربنا يسوع المسيح».
أي أن المسيح هو بنفسه رجاؤنا الذي نعيش عليه ونستمد منه أملنا وتعزيتنا بل هو أيضاً أملنا في هذا العالم وعزاؤنا الوحيد، كما كان للقديس بولس وبقية الرسل والكنائس، وكنيستنا تصلي إليه: ”أنت هو رجاؤنا كلنا“، و”رجاء مَن ليس له رجاء“، و”عزاء صغيري القلوب“.