البابا مكاريوس | ووالدتة

[walaa farouk]

كنت أفضل أن يؤتى بك محمولا على نعش خير من أن أراك بطريركا

بعد رسامة البابا مكاريوس الاول بطريرك اوائل القرن العاشر خرج من الإسكندرية قاصدا زيارة الأديرة ببرية شيهيت كعادة أسلافه
فمر على بلدته لافتقاد والدته وكانت امرأة بارة صالحة فلما سمعت بقدومه لم تخرج إليه ولما دخل البيت وجدها جالسة تغزل فلم تلتفت إليه ولا سلمت عليه فظن أنها لم تعرفه.. فقال لها ألا تعلمين أنى أنا ابنك مكاريوس الذي اصبح بطرك وسيدًا لأمة كبيرة
فأجابته وهى تبكى انى لا أجهلك وأعرف ما صرت إليه ولكني كنت أفضل يا أبني أن يؤتى بك إلى محمولا على نعش خير من أن أراك بطريركا ألا تعلم يا ابنى أنك قبلا كنت مطالبا بنفسك وحدها. أما الآن فقد صرت مطالبًا بأنفس رعيتك. فتذكر انك اصبحت في خطر وأخذت تشتغل كما كانت
أما الأب البطريرك فخرج من عندها حزينا وباشر شئون رعيتة منبها الشعب بالوعظ والإرشاد ولم يتعرض لشيء من أموال الكنائس ولا وضع يده على أحد غير مستحق إلا بتزكية وكان مُداوِمًا على توصية الأساقفة والكهنة برعاية الشعب وحراسته بالوعظ والتعليم متذكرا نصيحة امة
أقام البابا مكاريوس على الكرسي المرقسى تسع عشرة سنة وأحد عشر شهرًا ثم تنيَّح بسلام
صلاته تكون معنا
تاريخ_الاقباط