![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يعقوب أحد أشهر الشهداء الفارسيين ![]() القديس يعقوب أحد أشهر الشهداء الفارسيين المحفوظين بين أسطر كتب التراث القبطي الذي تناول سير القديسين وأدب الشخصيات والشهداء. وعرف هذا القديس العظيم كنسيًا باسم "المقطع" تعبيرًا عما واجهه من اضطهاد الوثنيين آنذاك الذين كانوا يبترون أعضاء كل من يؤمن بغير إيمانهم ومعتقداتهم. تحرص الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لإحياء هذا اليوم سنويًا تقديرًا لدور ومكانة القديس الذي تشابه مع المسيح في تحمل الآلام من أجل الإيمان فقد كان شجاعًا جسورًا لم يضعف أمام ظلام الطغيان الذي حارب كل من آمن بالله ولم تحرمه تقطيع وبتر أعضائه من حياة التسبيح والشكر الدائم كان قد اشتهر بشدة الإيمان واللجوء إلى الله في أحلك لحظات حياته، وذكرت الكتب التراثية التي تناولت سيرة هذا القديس أن آلامه الجسدية لم تنزع عنه فرح قلبه والتلذذ بالإيمان الذي استمد منه القوة والصبر في مواجهة الأزمات. وتعد سيرة هذا القديس بمثابة درس تحرص الكنيسة أن تعززها وتغرزها في نفس ووجدان كل أبناء العقيدة الأرثوذكسية، فهى قصة مُلهمة للكثير إذ تنظر لقوة الإيمان والثقة بقدرة الله على منح القوة في مختلف الأزمات والرجوع عن الخطأ والتنازل عن متاع الدنيا في سبيل حب الله والإيمان. ولد القديس يعقوب في مدينة اسمها لابات المحازية لمدينة "سوز" الواقعة على بعد ثلاثمئة كيلومتر تقريباً شمالي الخليج الفارسي، وكان من عائلة مؤمنة وثرية من فئة النبلاء وكانت تشتهر بالسيرة الطيبة بين أرجاء المدينة، وتلقّى هذا القديس قسطًا وافرًا من علوم عصره واشتهر بالشجاعة والإقبال على مساعدة وخدمة الناس، ساعدت سيرته الطيبة على مصاحبة النبلاء في عصره ولعل أبرز ما ذكر في الكتب التاريخية حول علاقة الصداقة التي جمعت بينه وبين الشاه الفارسي يزدجرد الأول (399 - 425) وقد أسبغ عليه هذا الأخير امتيازات شتى فبات أكثر معشر يعقوب أهل القصر وأكثر أجوائه مجالس كبار القوم وذاع سيرته إلى خارج البلدة. وفي ذلك الحين، كان قد اشتد عداء المسيحية لاسيما بعدما أمر يزدجرد الأول بحرق المعابد والأساقفة المؤمنين، وكان على يعقوب الاختيار بين الدين والإيمان وصداقة وإمتيازات الشاة، وقرر آنذاك الابتعاد عن المسيحية بعد أن أصبح أحد أعمدتها وقد بلغ المسيحيين خبر سقوط وترك يعقوب للإيمان، وكانت كالصاعقة بالنسبة لهم لما كان يتمتع به من مكانة كبيرة، كما قامت عائلته بقطع العلاقات بينهم وبينه فور تداول الخبر، ولكنه ما لبث أن تاب وعاد إلى الإيمان وحين بلغ خبر عودته إلى الشاه استدعاه وسأله عن حقيقة الأمر، فاعترف برغبته للعودة إلى الله. وعرضه الأمر إلى مواجهة قوة الإمبراطور الذي هدده بكافة أنواع العذاب، وتحمل يعقوب التعذيب الأول وحين علم يزدجرد باستخفافه بها أمر بإنزال أقسى وأصعب أنواع التعذيب وبتر وتقطيع جسده قطعة قطعة حتى يلفظ نفسه الأخير حتى وإنه أمر باستدعاء المدينة بأكملها إلى هذا المشهد المريع. وكان وقع هذا المشهد كبيرًا، واستشهد يعقوب في مدينة بابل العراقية على نهر الفرات، ونظرًا لمحبة هذا القديس المؤمن قام أبناء المدينة بجمع الأعضاء المنثورة والأطراف ونقلها لتوارى الثرى بإكرام وخشوع لذا تحرص الكنائس المسيحية حول العالم على إحياء تذكار نقل الجثمان المقطع في مثل هذا اليوم. |
|