![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ومع ذلك، حيث أنكم مغرمون بالحديث وبالطريقة الجدلية، سأوجه إليكم بعض الأسئلة، كما قال الصوت من خلال العاصفة لأيوب "فإني أسألك فتُعلمني" (أي 38: 3). هل هناك "منازل كثيرة" في بيت الله كما تتعلمون، أم أن هناك واحدًا فقط؟ - بالطبع ستقولون "كثيرة" وليس مجرد واحد. هل ستُشغل كلها، أم سيُشغل بعضها فقط ويظل البعض الآخر خاليًا، وتم إعدادها بلا جدوى؟ - نعم ستُشغل كلها، فإن الله لا يعمل شيء بلا غرض. هل يمكن أن تشرحوا مفهومكم لهذه "المنازل"؟ هل هي تلك الراحة والمجد المُعدان هناك للمباركين، أم هي شيء آخر؟ - لا، هي بالضبط كذلك. حيث أننا متفقون على هذا، لنفحص الآن سؤالاً آخرًا. هل هناك معنى لإعداد هذه المنازل المختلفة – كما أعتقد أنا- أم ليس هناك معنى؟ - بالتأكيد يوجد. ما هو؟ - المعنى هو أن هناك منازل مختلفة من الحياة والأعمال، تؤدي إلى أماكن مختلفة حسب درجات الإيمان، ونحن نسميها "طرقًا". هل يجب أن نسير في جميع هذه الطرق، أم في بعضها فقط؟ - نعم يجب أن نسير فيها جميعًا إذا استطعنا، وإذ لم نستطع، ففي أكبر عدد ممكن منها. وإذا لم يمكن ذلك، ففي بعضها، وإذ لم يمكن ذلك أيضًا، فعلى الأقل في رأيي يجب أن نتبع واحدًا منها بوضوح. لقد أجبتم إجابة سليمة على السؤال. إذًا، عندما تقرأون أن هناك طريقًا واحدًا وأنه طريق ضيق (مت 7: 14). ماذا تعني الكلمات بالنسبة لكم؟ - هو طريق واحد لأنه طريق الصلاح، وهو طريق واحد رغم أن له فروعًا كثيرة. وهو "ضيق" بسبب الجهد الذي يتطلب السير فيه، ولا يستطيع السير فيه إلا عدد قليل، بالمقارنة بأعداد خصومنا أو الذين يسيرون في طريق الشر. أوافقكم على هذا. إذًا– يا أصدقائي- إذا كان الأمر كذلك، لماذا يُدين أمثالكم من الناس مذهبنا؟ زاعمين أنه ضعيف، ويرفضون كل الطرق الأخرى، ويندفعون– مزاحمين ومتدافعين- في طريق واحد فقط، الطريق الذي تظنوا أنه طريق العقل والمنطق والدراسة، ولكنني أسميه طريق الثرثرة والإثارة. فلتقبلوا توبيخ بولس الرسول الذي ينتهر بشدة بعد أن يُعدد مواهب الروح القدس قائلاً "ألعل الجميع رسل. ألعل الجميع أنبياء...." (1 كو 12: 29). القديس إغريغوريوس النزينزى |
|