![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أستير وبداية المشكلة ![]() وعلى الرغم من أن كل شيء يبدو حسناً حتى الآن، إلا أن أستير 3: 1 تقدم لنا شخصاً جديداً والذي جلب مجيئه مشاكل كبيرة. تخبرنا أستير 3: 1- 6 عن هذا الإنسان وعن المشاكل التي تسبب فيها: أستير 3: 1- 2، 5- 6 "بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ عَظَّمَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ هَامَانَ بْنَ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيَّ وَرَقَّاهُ، وَجَعَلَ كُرْسِيَّهُ فَوْقَ جَمِيعِ الرُّؤَسَاءِ الَّذِينَ مَعَهُ. فَكَانَ كُلُّ عَبِيدِ الْمَلِكِ الَّذِينَ بِبَابِ الْمَلِكِ يَجْثُونَ وَيَسْجُدُونَ لِهَامَانَ، لأَنَّهُ هكَذَا أَوْصَى بِهِ الْمَلِكُ. وَأَمَّا مُرْدَخَايُ فَلَمْ يَجْثُ وَلَمْ يَسْجُدْ.... وَلَمَّا رَأَى هَامَانُ أَنَّ مُرْدَخَايَ لاَ يَجْثُو وَلاَ يَسْجُدُ لَهُ، امْتَلأَ هَامَانُ غَضَبًا. وَازْدُرِيَ فِي عَيْنَيْهِ أَنْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مُرْدَخَايَ وَحْدَهُ، لأَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُ عَنْ شَعْبِ مُرْدَخَايَ. فَطَلَبَ هَامَانُ أَنْ يُهْلِكَ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي كُلِّ مَمْلَكَةِ أَحَشْوِيرُوشَ، شَعْبَ مُرْدَخَايَ." بدءاً من نهاية الفقرة، يبدو أننا في بداية مشكلة حقيقية كبيرة؛ هامان، الرجل الذي رقاه الملك " فَوْقَ جَمِيعِ الرُّؤَسَاءِ الَّذِينَ مَعَهُ" أي ثاني رجل في المملكة، غضب من مردخاي لأنه رفض أن يسجد له، فاراد لهذا السبب أن يدمر شعب مردخاي أي جميع اليهود. على الرغم من أن هذا يبدو جنوناً بشكل واضح، أن يريد إنسان أن يدمر أمة بأكملها بسبب رفض رجل واحد السجود أمامه، إلا أن هناك بصيرة روحية في تصرفاته وهذا ما تظهره النظرة الأولى. وحقاً، فبما أن تلك المملكة العظيمة والتي كان هامان هو الرجل الثاني فيها، كانت ممتدة من الهند إلى إثيوبيا (أستير 1: 1) فنستطيع أن نفهم أنه لن يحيا أي يهودي لو أدرك هامان أغراضه. والآن، فإن كان قد حدث هذا، فالسؤال هو كيف سيولد المسيح؟ الله وعد إبراهيم في البداية (تكوين 17: 7 وغلاطية 3: 16) ثم وعد داود لاحقاً (مزمور 132: 11- 12 وأعمال الرسل 2: 30) بأنه سيقيم المسيح من نسلهم. ولكن، لو كان هامان قد أدرك مقاصده، ما كان قد تحقق أي وعد بخصوص يسوع المسيح ولكانت قد فشلت خطة الله بأكملها للخلاص. إذاً، فلم تكن نوايا هامان هي ببساطة بسبب جنون الارتياب بل كانت شيطانية بالتأكيد. كان الشيطان هو من يعمل وراء هامان، محاولاً أن يلغي مجيء المسيح عن طريق تدمير الأمة بأكملها، تماماً مثلما حاول بعد ذلك ببضع قرون أن يقتل يسوع من خلال هيرودوس قبل أن يتمكن يسوع من تحقيق مهمته. للتلخيص إذاً، تتعلق المشكلة الأولى بوعود الله فيما يخص يسوع المسيح، فلدينا هنا رجل صمم على إلغاء تلك الوعود بقتل اليهود، والسؤال هو: هل سيقدر الله على الدفاع عن وعوده؟ وعموماً: فهل وعود الله غير قابلة للكسر أم أنه من الممكن كسرها بإرادة أي إنسان حتى وإن كان الرجل الثاني في أعظم مملكة آنذاك؟ على الرغم من عرضنا للمشكلة إلا أننا لم نذكر بعد أي شيء عن سبب المشكلة، وحقاً قد يتسائل البعض عن سبب امتناع مردخاي السجود لهامان وإظهار الاحترام له، ففي النهاية، كان هامان هو الرجل الثاني في المملكة، الرجل المجاور للملك. فلماذا إذاً لم يظهر مردخاي احترامه له كما أمر الملك (أستير 3: 21)؟ ألهذه الدرجة كان مغروراً؟ الجواب هو كلا، فسيفهم سبب عدم تقديم مردخاي الاحترام لهامان إن انتبهنا لحقيقة ذكر النص إلى أن هامان كان أجاجي، وقد يعني هذا الآن أنه أتى من أجاج، ملك العماليق3 والذي يعني بدوره، إن كنا على صواب في تخمينا، أنه كان من العماليق4، فما الخطأ في هذا إذاً؟ الخطأ في هذا هو أن العماليق حاربوا شعب إسرائيل وهم في طريقهم إلى أرض الموعد (خروج 17)، فقد أعلنهم الله أعدائه. تخبرنا خروج 17: 14- 16 بكل بساطة: خروج 17: 14- 16 "فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ هذَا تَذْكَارًا فِي الْكِتَابِ، وَضَعْهُ فِي مَسَامِعِ يَشُوعَ. فَإِنِّي سَوْفَ أَمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ». فَبَنَى مُوسَى مَذْبَحًا وَدَعَا اسْمَهُ «يَهْوَهْ نِسِّي». وَقَالَ: «إِنَّ الْيَدَ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ. لِلرَّبِّ حَرْبٌ مَعَ عَمَالِيقَ مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ»." إذاً فهامان بكونه عماليقي، كان إنسان للرب حرب معه، ومن ثم، فقد كان لمردخاي خيارين: إما أ) أن يكرم هامان، عدو الله، ومن ثم تكون إهانة لكلمة الله أو ب) أن يكرم كلمة الله ويرفض أن يسجد لهامان. وحقاً لا يقدر أحد أن يتمسك بكلمة الله بينما هو مستعد في المقام الأول أن يتحايل عليها، فالطريقة الوحيدة لمعرفة الله هي من خلال كلمته والطريقة الوحيدة للوجود مع الله هي بالتمسك بكلمته. فقرر مردخاي ألا يتحايل على كلمة الله ويكرم عدو الله بالسجود له، بمعنى آخر، قرر أن يتمسك بالله واثقاً من أن الله سيخلصه كما وعد في كلمته6. والسؤال الثاني الذي يحتاج إلى جواب إذاً هو: هل سيقدر الله على تخليص مردخاي، الرجل الذي تمسك به؟ وبشكل أعم: هل الله قادر على تخليصنا من أي خطر عندما نقرر الوثوق به والوقوف بجرأة على كلمته، أم أننا معرضين لرغبات البشر و"قوتهم"؟للإجابة على السؤال السابق، نحتاج أن نقرأ بقية سفر أستير. |
![]() |
|