![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رؤى دانيال وكشف المستقبل ![]() تركزت نبؤات سفر دانيال كلها فى إبراز الدور التى ستلعبه الأمم العالمية، أو الإمبراطوريات العالمية الأربع السابقة على المجيء الأول للسيد المسيح والمعاصر له، ثم ملكوت الله الذى أسسه السيد المسيح، مملكة القديسين، ثم يتحدث عن النموذج المجسم لضد المسيح إلى أن يصل إلى ضد المسيح نفسه والمجيء الثانى والدينونة والأبدية السعيدة. وقد صور الوحى الإلهى الممالك العالمية الأربع السابقة لمجيء المسيح(45) بتمثال عظيم "بهى جداً(46)"؛ "رأسه من ذهب(47)"، وتمثل المملكة العالمية الأولى، أو الإمبراطوريات البابلية (626-359 ق.م.)؛ "صدره وذراعاه من فضة(48)" إشارة إلى المملكة العالمية الثانية، أو الإمبراطورية الفارسية (539-331 ق.م.)؛ "بطنه وفخذاه من نحاس(49)" إشارة إلى المملكة العالمية الثالثة، أو الإمبراطورية الإغريقية (331-323 ق.م.)؛ "ساقاه من حديد. قدماه بعضهما من حديد والبعض من خزف(50)" إشارة إلى المملكة العالمية الرابعة، أو الإمبراطورية الرومانية (58-476 ق.م.). أما ملكوت المسيح، مملكة المسيح، الكنيسة، جماعة المؤمنين بالمسيح، فقد صوره الوحى الإلهى بالحجر الذى قطع "بغير يدين فضرب التمثال على قدميه التى من حديد وخزف فسحقها فأنسحق حينئذ الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معاً وصارت كعاصفة البيدر فى الصيف فحملتها الريح فلم يوجد لها مكان. أما ألح جدر الذى ضرب التمثال فصار جبلاً كبيراً وملأ الأرض كلها(51)". وصور الوحى الإلهى، أيضا، هذه الإمبراطوريات الأربع فى رؤيا دانيال التى رآها بنفسه وفسرها له الوحى الإلهى، فى شكل أربعة حيوانات متوحشة خارجة من بحر العالم، البحر الكبير. الحيوان الأول كالأسد وله جناحا نسر، ويرمز لبابل وقوتها وسرعتها فى الانقضاض، والثانى كالدب المائل على جانب واحد، ويرمز للإمبراطورية المتحدة، مادى وفارس، والثالث مثل النمر المجنح وله أربعة أجنحة على ظهره وأربعة رؤوس، رمزاً للسرعة فى الفتوحات والقوة فى الغزو وسيطرته على مساحة كبيرة من العالم. أما الحيوان الرابع فغير موصوف بصفات حيوان محدد بل "بحيوان رابع هائل وقوى وشديد جداً وله أسنان من حديد كبيرة. أكل وسحق وداس الباقى برجليه. وكان مخالفاً لكل الحيوانات التى قبله. وله عشرة قرون(52)". إشارة للإمبراطورية الرومانية فى قوتها وشدة بطشها وادعاء أباطرتها للألوهية واضطهادها القاسى والرهيب للمسيحية لعدة قرون، وخروج أكثر من ضد المسيح والمسيحية منها. أما ملكوت السموات، ملكوت المسيح، مملكة القديسين، فيصوره الوحى فى مجيء المسيح "ابن الإنسان" على السحاب وفى كونه صاحب السلطان والمجد والملكوت والذى يجب أن تتعبد له جميع "الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض(53)". فسيأتى المسيح، بحسب النبوة، ويؤسس ملكوته مبتدأ باختيار تلاميذه الأثنا عشر، ويعدهم لنشر الملكوت والبشارة بالإنجيل فى العالم أجمع، ويصعد إلى السماء كالملك السمائى الذى يدير الكون من عرشه الإلهى فى السماء إلى أن يأتى ثانية ليدين الأحياء والأموات. أما رؤيا دانيال الثانية فتصور الصراع بين الإمبراطوريات المادية الفارسية والإمبراطورية اليونانية/ وانتصار الثانية، ثم تدخل فى تطور الأحداث الخاصة بها إلى أن تصل إلى "القرن الصغير" الخارج من أحد أقسامها الأربعة، انتيوخس ابيفانس (175-164 ق.م.) الذى أستولى على أورشليم ودنس الهيكل وقتل وباع اليهود أكثر من 80.000 نسمة وأصر على إبادة الديانة اليهودية ومحوها من الوجود واحرق كل ما يمكن حرقه من الأسفار المقدسة، والذى صار رمزاً حياً ونموذجاً مجسماً لضد المسيح، أو أضداد المسيح والميسحية فى كل العصور. ثم أعطى النبى دانيال إعلان مباشر استجابة لصلاته حمله إليه الملاك جبرائيل من الله، حدد له فيه المدة الباقية لإسرائيل كأمة وشعب قبل شتاتها الطويل الذى سيمتد إلى ما يقرب من المجيء الثانى للسيد المسيح، وحدد له الزمن الذى كان يجب أن يأتى فيه المسيح. وقد تحددت المدة لكلا الحدثين ب 490 سنة "سبعون أسبوعاً من السنين"، من خروج الأمر بإعادة بناء أورشليم بعد العودة من السبى البابلى إلى مجيء المسيح المنتظر "المسيح الرئيس" ثم دمار الهيكل وأورشليم والشتات. ثم أُعطى النبى دانيال رؤيا ثالثة تبدأ بهزيمة الإمبراطورية الفارسية وانتصار الإمبراطورية اليونانية، وتتكلم كثيراً عن النموذج المجسم لضد المسيح، أو إنسان الخطية الذى تحدث عنه القديس بولس الرسول، والذى سيسبق المجيء الثانى للسيد المسيح، والذى يصفه الوحى فى سفر دانيال بمصدر الرجس المخرب، أو رجاسة الخراب، والذى يتحول الكلام عنه بصورة لاهوتية أخروية، إلى ضد المسيح، إنسان الخطية، المجدف على الله، والذى يجلس فى هيكل الله ويدعى الألوهية. وتصور الرؤيا الضيقة العظيمة والضيق العظيم الذى سيجتازه شعب قديسى العلى، شعب المسيح، المؤمنين، والذى يعانى منه اليهود أيضا حتى يؤمنوا بالمسيح يسوع الذى سبق أن رفضوا الإيمان به وصلبوه(54). ثم ينتقل إلى القيامة العامة والدينونة والأبدية السعيدة. |
|