![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هوشع أولاد زنى ![]() لم يطلب منه الرب أن يتزوج بامرأة زانية فحسب، وإنما ينجب منها أولاد زنى، يحدد الله أسماءهم: يزرعيل ولورحامة ولوعمي. لا يعني هذا أنهم ثمرة زنا، وإنما مجرد ميلادهم من أم زانية كانت مرتبطة بالبعل أو الوثنية حُسبوا أولاد زنى، مع أنهم أبناء النبي(17)، إلى أن يقبلوا رسالة أبيهم ويرفضوا روح أمهم القديم. أولًا: "يزرعيل تعني "الله يزرع"، الولد الأول لهوشع وجومر، وهو يشير إلى أن ما يزرعه فينا من تأديبات إنما هو ثمر عملنا. يزرعيل يذكرنا بما فعله ياهو مع يورام بن آخاب وإيزابل الشريرة التي قتلت وورثت حقل نابوت اليزرعيلي، فلحست الكلاب دمها في ذات الحقل الذي اغتصبه (1 مل 9-10). لقد طلبت الحقل اغتصابًا وسفكت دمًا بريئًا لنواله، فنالت شهوة قلبها، نالت هلاكًا في نفس الموضع، كثمرة طبيعية لتصرفاتها. يقول الرب عن بني إسرائيل: "صاروا رجسًا كما أحبوا" (9: 10). ما يحبه الإنسان إنما يناله بثماره الطبيعية. من أحب الأرض الزائلة وشهوات الجسد الفاسدة نال فسادًا وصار أرضًا، ومن أحب الله السماوي الأبدي ينعم بالحياة الخالدة. ثانيًا: "لورحامة" تعني (لا أرحم). عندما لا يرحم الإنسان نفسه يسقط تحت الارتباط بعبادة البعل لا يتوقع رحمة من قبل الله، فإن الاستهانة بطول أناة الله ورحمته يذخر غضبًا في يوم الغضب (رو 2: 5). يقول الرب: "لأني لا أعود أرحم بيت إسرائيل أيضًا بل أنزعهم نزعًا، وأما بيت يهوذا فأرحمهم وأخلصهم بالرب إلههم، ولا أخلصهم بقوس وبسيف وبحرب وبخيل وبفرسان" [ع6-7]. لقد انغمس إسرائيل في الشر فانسحب عن الله مخلصه، لا يستطيع القوس ولا السيف ولا الخيل ولا الفرسان أن تخلصه، أما يهوذا الذي يشير إلى كنيسة العهد الجديد التي هي جسد المسيح الخارج من سبط يهوذا فخلاصها إنما بالرب إلهها. يقول عن المخلص: "الرب إلههم"، فمن جهة ينسب نفسه إليهم بكونه إلههم إذا تقدسوا فصار معتزًا بهم كما يدعو نفسه إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب، ولا ينسب نفسه للأشرار، إذ يقول لهم: "وأنا لا أكون لكم" [ع9]، والترجمة اليونانية: "أنا لست يهوه بالنسبة لكم". يقول الرب: "أخلصهم بالرب إلههم"، فالمتحدث هو الآب عن الابن المخلص. وكما يقول الأب نوفاتيان: [إن كان الله يقول أنه يخلص بالله، وإذ هو لا يخلص إلاّ بالمسيح، فلماذا يتردد إنسان ما في دعوة المسيح الله، مادام الآب يعلن ذلك في الكتاب المقدس؟! نعم أن كان الله الآب لا يخلص إلاّ بالله، فلا يستطيع أحد أن يخلص بواسطة الله الآب ما لم يعترف أن المسيح هو الله، الذي فيه وبه يعد الله أن يهب خلاصه(18).] ثالثًا: "لوعمي" وتعني (ليس عمي) أو (ليس شعبي)، لأن كلمة "عم" في الكلدانية تعني (شعب) أو (قبيلة). فإن كانت الخطية تلد "لا رحمة"، فإن مرارة عدم الرحمة هي حرمان الإنسان من الانتساب لله أو حرمانه من انتساب الله له. فمن كان منتسبًا للبعل كيف يمكن أن ينتسب لله؟ غاية ما ننعم به هو التمتع بأورشليم الجديدة النازلة من السماء (رؤ 21: 2) التي هي "مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبًا والله نفسه يكون معهم إلهًا لهم" (رؤ 21: 3). |
|