كان القديس نربرتس (1143) سليل عائلة شريفة ، غنية ، فقضى شبابه مستسلما لملاذ العالم وسائر أباطليله .. في ذات يوم ، وهو ابن ثلاثة وثلاثين عاما ، كان راكبا حصانه ، بصحبة خادم ، وفيما يجتاز مرجا ، تلبدت السماء بالغيوم ، ثم اومضت البروق وقصفت الرعود ، فارتاع الخادم وصاح بمولاه : (( عد ياسيدي ، من حيث أتيت ، فان يد الله معاكسة لك بدون شك .. ثم سمع نربرتس صوتا منحدرا من السماء وهاتفا : (( نربرتس ، نربرتس ، لمــــاذا تضطهــــدني ؟ خلقتـــك حتى تكون قـــدوة صلاح لكنيستــــي وأنت تشـــّكك المؤمنيـــن !)) في ذلك الوقت عينه نزلت الصاعقة عند رجليه ، فجندلته على الأرض ، حيث ظل ساعة في حالة الأغماء ... حين صحا ، ندم أشد الندامة على خطاياه ، ثم قال متنهد : (( يارب ، ماذا يحسن لديك أن أفعل ؟ )) أجابه صوت من السماء : (( ارتدع عن الشر واصنع الخير ، اطلب السلام واسع وراءه ..)) فسلك منذئذ طريق القداسة ، وصار رئيس أساقفة مكدبرك ( المانية ) ومؤسس رهبانية البرمنتريين