![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بولس الرسول ورسـائلـــه ![]() كتب القديس بولس الرسول 14 رسالة مجموع إصحاحاتها 100 إصحاح في حين أن مجموع إصحاحات إنجيل العهد الجديد كله 260 إصحاحاً. وقد اقتبس الرسول بولس من أقوال السيد المسيح له المجد في أربعة مواضع فقط هي (1كو10:7)، (1كو 14:9 )، (1كو23:11)، (1تس15:4)، وعموماً فإن رسائله تفيد بما لا يدع مجالا للشك بأنه كان على دراية كافية بتعاليم الرب يسوع المسيح وقصة حياته، وفيما يلي ما يثبت ذلك: أولا لقد أعلن الرب يسوع بأن ملكوت الله حقيقة واقعة الآن، فقد نلنا الخلاص، من الخطية الجدية الموروثة بالمعمودية “من آمن واعتمد خلص” (مر16:16)، كما نلنا عطية الروح القدس وسكن فينا إلي الأبد بمسحة الميرون المقدس “وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلي الأبد” (يو16:14)، وأننا في انتظار اتمام الخلاص بالمجئ الثاني للرب يسوع المسيح للمجازاه. كذلك نادى القديس بولس بنفس هذا المفهوم فقال “أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم” (1كو6: 19). وقد قبلنا المسيح ودُفنا معه في مياه المعموديّة وخرجنا منه إلى الحياة الجديدة، لذا يقول القديس بولس الرسول ” فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه”(كو2: 6). أيضاً ” لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح “( غل 27:3 ). ثانياً أكد السيد المسيح له المجد على أهمية المحبة في تعاليمه حيث قال” تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولى والعظمى. والثانية مثلها. تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء.”(مت 37:22). فمعظم تعاليم ربنا يسوع المسيح لها نظيرها في رسائل القديس بولس فقد أورد إصحاحاً كاملاً عن المحبة في الرسالة الأولى لأهل كورنثوس وهو الإصحاح الاول، وفي آخر آية منه يقول” أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة “(1كو13:13). ثالثا أعلن ربنا يسوع المسيح عن علاقته بالله الآب في تعبير”ابن الله” (يو49:1)، وأيضا في تعبير”أبا الآب” (مر36:14) وهذا ما أكده القديس بولس الرسول أنه ابن الله. “وتعين ابن الله بقوة من حهة روح القداسة بالقيامة من الأموات.” (رو3:1-4) ، كذلك أبا الآب ” ثم بما أنكم أبناءٌ أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب”(غل 6:4)، (رو15:8). رابعا تحدث ربنا يسوع المسيح مع تلاميذه عن آلامه وموته وقيامته من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب، لكي تكمل النبوات. كذلك رسائل القديس بولس الرسول تظهر أهمية الصليب وموته وقبره وقيامته وصعوده إلى السموات، ومجيئه الثاني” وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب.” (في8:2)، كذلك ” لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته لعلي أبلغُ إلى قيامة الأموات”(في 10:3-11)، كذلك “مدفونين معه في المعمودية التي فيها أُقمتم أيضا معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات” (كو12:2)، “لكي يثبت قلوبكم بلا لوم في القداسة أمام الله أبينا في مجئ ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه.”(1تس13:3) وكان يعلم أن الرب أرسل تلاميذه ليكرزوا لليهود أولا ثم بعد ذلك للأمم “لأنكم جميعا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع… فإن كنتم للمسيح فأنتم إذا نسل إبراهيم وحسب الموعد ورثة.”(غل 26:3-29). خامساً اكد ربنا يسوع المسيح في مثل العشار والفريسي(لو10:18-13) أن التبرير بالإيمان وليس بالأعمال، وهذا ما أوضحه القديس بولس أن تبرير الخطاة يكون بالإيمان وحده بدون الأعمال ” متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله”(رو25:3). وبعد الإيمان والتبرير تأتي الأعمال كقول معلمنا يعقوب ” إيمان بدون أعمال ميت ” (يع20:2) علي أن يكون الإيمان هو” الإيمان العامل بالمحبة “(غل6:5).”لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وان تعملوا من اجل المسره” (في13:2). سادساً يتضح من الرسائل أن حياة ربنا يسوع المسيح وخدمته وهو علي الأرض وأقواله تسيطر على فكر بولس الرسول، فقد أشار بولس الرسول في (غل4:4) إلى ميلاد ربنا يسوع المسيح، وأنه من نسل إبراهيم (رو7:9) ومن نسل داود من جهة الجسد (رو3:1). والرسول بولس يعرف أن ربنا يسوع المسيح بلا خطيئة ” لأنه جعل الذي لم يعرف خطيئة، خطيئة لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه”(2كو21:5) وأنه مستعد أن يضحي بنفسه من أجل الآخرين (2كو9:8)، وكان يعرف الكثير عن حياة الرب في وداعته وحلمه ( 2كو1:10) وكذلك سر الإفخارستيا (1كو16:10). من كل ما تقدم يتضح أن القديس بولس هو رسول ربنا يسوع المسيح له المجد وقد تم إختياره من قبل الأقانيم الثلاثة كل إقنوم على حده، وأنه رسول الجهاد الامين وكرس كل حياته لنشر الكرازة بمن اختاره رسوله الى الامم في كل المسكونة وإلى أقاصي الأرض، وأن رسائله الأربع عشرة تتوافق مع الأناجيل الأربعة لما بينهما من وحدة في التنوع. ولدراسة هذه الرسائل الأربع عشرة يلزم وقت طويل جداًاذ تحتاج كل رسالة منها إلي كتاب بمفرده، لأن المعرفة بالكتاب المقدس هي معرفة الرب يسوع المسيح فهو الفادي والمخلص، الحمل والراعي الصالح. لذلك سندرس بإختصار هذه الرسائل، حسب ترتيبها في الكتاب المقدس، ونضع عناوين بارزة عن السمات الرئيسة لمحتويات كل رسالة، لنُظهر كيف سلط بولس الرسول الأضواء على ربنا يسوع المسيح الذي بعد مرور قرنين من الزمان ما زالت تعاليمه ووصاياه تفي بمتطلعات وآمال ورجاء كل مسيحي في هذه الأيام بصرف النظرعن انتمائه الطائفي. فقد اوصانا الرب وقال “فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهي التي تشهد لي” (يو39:5). و”الكتب” تعني العهدين القديم والجديد لأن ربنا يسوع المسيح قال لنا: ” لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أوالأنبياء. أنا ما جئت لأنقض بل جئت لأكمل فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتي يكمل الكل “(مت 17:5-18). كل رسالة من الرسائل ال13 الأولى تبدأ بالعنوان ثم اسم المرسل “بولس … ثم اسم “المرسل إليه” كقوله إلى “القديسين الذين في أفسس …”، ثم يعطي البركة الرسولية كقوله: “نعمة لكم وسلام … لأن النعمة هي التي تسندنا وتقوينا”، “لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم انما هو عطية من الله “(أف8:2) ، ثم يقدم الشكر لله من أجل الفضائل الثلاث العظمى في المسيحية وهي الإيمان والرجاء والمحبة ثم يختم الرسالة بإرسال السلام والتحية إلى بعض الأصدقاء، ما عدا الرسالة رقم 14 وهي الرسالة إلي العبرانيين فهي لم تشترك مع باقي الرسائل في بدايتها ولا ختامها بالبركة الرسولية المعتادة. |
|