فقر النفس وغناها الخاص

[ المسكين العريان الفقير يهلك من الجوع إذ ليس له ما يبتاعه، أما من كان ذا خزائن وأموال فإنه بسهولة وبلا تعب يتسلط على أي شيء يمتلكه – كذلك النفس العريانة المحرومة من شركة الروح القدس، تكون في شدة الخطية القاسية، ومهما حاولت فإنها لا تُثمر ثمرة واحدة من ثمار برّ الروح بالحق، إلاَّ إذا حصلت أولاً على شركة هذا الروح ذاته ...
لذلك يجب على كل واحد أن يغصب نفسه على التوسل إلى الله لكي يُحسب أهلاً لنوال كنز الروح القدس السماوي، حتى يقدر أن يتمم وصايا الرب بطهارة بلا تعب أو صعوبة أو عيب، الأمر الذي لا يمكنه أن يتممه بدون كنز الروح حتى ولو بالغصب، لأن النفس إذا كانت محرومة من شركة الروح القدس، كيف تقدر أن تحصل على أعمال وغنى الروح ؟ ] ( القديس مقاريوس الكبير عظة 18 )