ريح وماء كل ما يحيط بنا،العالم المرئي واللامرئي يخفي منابع للطاقة!

يربط فنغ شوي أو الفنغ شواي بين مبادئ الفلسفة الصينية القديمة وعلوم أخرى مثل الفيزياء و الفلك، و المعنى الحرفي وراء هذا المسمى يتجلى في كلمتي “ريح” و”ماء”. رغم أن هناك مدارس مختلفة للفنغ شوي وتأثيرات متداخلة مع بعضها البعض مثل الفلسفة الكونفوشيسية نسبة للفيلسوف كونفشيوس Confucius – و الطاوية نسبة للاوتسو Lao Tseu -رمز التنور الروحي في الصين القديمة، إلا أن جميعها تستند إلى مفاهيم أساسية ثابتة أبرزها مفهوم العناصر الخمسة؛ الماء، الخشب، النار، المعدن، الأرض والثنائية الشهيرة؛ “اليان” أي طاقة المذكر و”الين” طاقة المؤنث، وإيجاد طرق لخلق توازن وتناغم بين هذه العوامل في تفاعلها اليومي مع الإنسان بمحيطه والفضاء الذي يعيش فيه هو جوهر الفنغ شوي نظراً للأهمية التي كانت تحتلها الطبيعة في علاقتها مع الإنسان في الفلسفة الشرقية القديمة.
فأي خلل في الانسجام بين هذه العناصر يسبب انعدام توازن في تدفق الطاقة ويتمظهر ذلك في العالم المادي للإنسان مثل حدوث أمراض، عدم الإحساس بالراحة، فشل..! كما يعتمد الفنغ شوي في تطبيقاته العملية على الكثير من الرمزية، الجمع بين الأشياء التي ترمز للعناصر الخمسة في فضاء واحد خطوة أولية نحو تناغم أكثر، فلوحة مائية لشاطئ مثلاً ترمز لعنصر الماء، قطعة آتات خشبية رمز لعنصر الخشب، نبات طبيعي معين يرمز لعنصر الأرض، فكلما توفرت العناصر بشكل متوازن توفرت تلك الوحدة التكاملية بين الين واليان.

في عالم الفنغ شوي، الاتجاهات الجغرافية والأشكال الهندسية والألوان أيضاً تلعب دوراً مهماً في التأثير على صحة ومحيط الإنسان من خلال ذبذباتها الطاقية، وتحمل في حد ذاتها تعبيرات للعناصر الخمسة والين واليان، الشكل الدائري أو اللولبي للسلالم يرمز لعنصر المعدن، اللون الأصفر أو البرتقالي مثلاً يتميز بطابع الحيوية و النشاط و يستحسن عدم إدراجه في غرف النوم على سبيل المثال حيث يكون للون الأزرق فعالية أفضل لقدرته على المساعدة على نوم هانئ وهادئ.