تأملات في جراح المسيح

[walaa farouk]

تَحدَّث إشعياء النبي الإنجيلي عن آلام السيد المسيح وجراحاته على الصليب
قبل الصليب بحوالي سبعمائة سنة وقَدَّم بعين النبوة صورة دقيقة لتفاصيل مذهلة
فوصَفَ السيد المسيح بعِدّة أوصاف منها:
1- "لا صورة له ولا جمال ننظر إليه ولا منظر فنشتهيه" (إش2:53):
السيد المسيح الذي قيل عنه "أنت أبرع جمالاً من بني البشر" (مز2:45)
والذي قال عنه إشعياء نفسه "إلى اسمك وإلى ذِكرك شهوة النفس" (إش8:26)
قد أصبح على الصليب لا صورة له ولا جمال ولا يشتهي أحد مجرد النظر إلى وجهه.
2- "مُحتَقَر" (3:53):
وقد قيل عن السيد المسيح "فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأوا به" (لو11:23)
بالإضافة إلى احتقاره من الجنود الرومان واليهود وكل الشعب.
3- "مخذول من الناس" (3:53):
فالتلاميذ خذلوا السيد ساعة الصليب وكذلك أفراد الشعب
وبخاصة من صنع معهم معجزات
فالأعمى الذي فُتحت عيناه والأشلّ الذي قام صحيحًا وكل المرضى الذين شُفوا
والأموات الذين قاموا خذلوه على الصليب.
4- "رجل أوجاع" (3:53):
قال عن نفسه "وجعي مقابلي دائمًا" (مز17:38)
5- "مُختبِر الحزن" (3:53):
فهو الذي قال في البستان "نفسي حزينة حتى الموت"
حزينة من الخطية والإثم الذي حَمَله نيابة عنا.
6- "مُسَتَّر عنه وجوهنا" (3:53):
الله الذي تستر الملائكة وجوهها أمامه، لأنها لا تستطيع النظر إلى مجده ولا التفكير فيه
هو نفسه الذي ستر الناس وجوههم عنه ساعة الصليب
-ليس من أجل المجد-
ولكن من أجل احتقار الناس لصورة المصلوب.
7- "مُحتقَر فلم نعتدّ به" (3:53):
قيل عن رب المجد في المزمور:
"أما أنا فدودة لا إنسان.
عار عند البشر ومُحتقَر الشعب، كل الذين يرونني يستهزئون بي" (مز6:22-7).
أحبائي...
هذه الأوصاف هي جزء من صورة المسيح على الصليب
وهذه الصورة التي نتعجّب إذ نراها فنسأل السيد المسيح
كما نقول في قسمة القداس الإلهي:
"ما هذا أيها الفادي؟ ما الذي جعلك ترضى باحتمال كل هذه الآلام من أجلي؟"
فيرد بكلمة واحدة "المحبة"
وكما قال إشعياء نفسه
"إذ صرت عزيزًا في عينيّ مكرمًا وأنا قد أحببتك... لا تخف فإني معك" (إش4:43،5).