الماء =الحب

[walaa farouk]

وصلنا في رحلة الصوم المقدس إلى المحطة الرابعة (السامرية)، وهنا يريد رب المجد أن يلفت نظرنا قبل بداية القصة بأن كلمة (الماء) = (الحب). كما أراد أن يجسد الفرق بين حبٌ وحبٍ- امرأة في المدينة كانت تبحث عن الحب مثلها مثل كل امرأة في عصرنا، فيها المشاعر والأحاسيس التي خلقها بها الله، وهنا نمثل المشاعر والعاطفة بــــ (الجرة).
هي تريد كمثل كل النساء أن تملأ جرتها بالماء (الحب) لكي تفيض على كل من حولها بكل ما عندها من ماء... وإن لم تستطع أن تملأ جرتها ماء، فلن يكن هناك فيض وعطاء لكل من حولها، وهم الصغار الذين يشربون اللبن لا الطعام كالبالغين!!! هنا أخي وأختي يكمن اللغز.. أنها سوف تُعطي المنتظرين الذين حولها ما يوجد في جرتها... فإن كان في جرتها ماء حقيقي (حي) شربوا وارتووا، وإن كان مافي جرتها ماء مغشوش مملح، عطشوا وظمأوا أكثر...
إن المرأة السامرية كانت تبحث عن الماء الحقيقي حتى ترتوي وتروي من حولها، ولكن بؤساً وجدت... فكل زوج تزوجته من الأزواج الخمسة لم يعطها ماء حقيقي، فجرَّبت أن تأخذه من الخطية، وأيضاً لم تجده، إلى أن وجدها السيد وهي في رحلة بحثها البائسة عن الحب...
احبائي، إنها شربت من الماء الحي!!! ولكن متى؟ لم يكتب في القصة أنه أعطاها أي ماء!! الماء الحقيقي هو الحديث معه، واﻹستماع لكلمته، هذا هو الماء... العلاقة الشخصية مع شخص المسيح تدعك تمتلئ بالماء الحي وترتوي وتفيض على كل من حولك ماءا حيا.
، إن لم تكن في ملء من شخص المسيح نفسه سوف تكون فريسة سهلة وضحية للحب والعاطفة المزيفة والتي لا تشبع أبداً (لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ: تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعِ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ آَبَاراً آَبَاراً مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبِطُ مَاءً.) (إر 2)
أحبائي، لا يوجد حب بشري يملأ الجرة، حتى الزواج!!! نعم حتى الزواج... إإإن لم يملأ الله عاطفة كلا منهما لا يمكن أن يروي كلاً منهما الآخر (وَالْمًرْوِي هُوَ أَيْضَاً يُرْوَى) (أم 11)
فلنقترب إذاً إليه بدلونا حتى يملأ كل النفس حتى لا نتسول من بعضنا البعض الكلمة والعاطفة ومخازنه ملآنة وكله حلاوة ومشتهيات.. (سَوَاقِي اللهِ مَلآِنَةُ مَاءً) وعندما ترتوي منه تفيض على كل من حولك...