إنّ الصلاة ليست صرخةً في بطن وادٍ أو نداءً في صحراء يتردَّد صداه في الأفق المُمْتَدّ ليغيب ويتلاشَى مع تلاشي الصوت والكلمة. كما إنّها ليست ضرورة أوجدتها الديانة واختلقها الإنسان ليُكلِّم الفراغ متوهِّمًا فيه إله النجدة والإنقاذ. إنّها ليست ضرورة خيال مريض يثرثر مع ذاته متوهِّمًا في ذاته الأخرَى إلهًا، يخاطبه فيما يُسمِّيه صلاة!! كما إنّها ليست خمرًا تسكرُ به النفس فتتعامَى عن حقائق المعقولات وتبتعد عن واقعيّة الأرض والجسد والزمن، لكنّها ضرورة حياة؛ إنّها فعلٌ عميقٌ يلمسُ الجانب الإلهي الخالد في تكوين الإنسان ـ الروح ـ التي هي وديعة الإله لنا وفينا.