بتونس بيك يارب

[walaa farouk]

مرة كنت راكب ميكروباص رايح الكلية ولحسن حظي أن السواق كان بيفهم شوية ومش مشغل مهرجانات شعبي والجو ده.. كان مشغل اغاني قديمة.. وجت أغنية "بتونّس بيك" بتاعة وردة، ولحسن الحظ برضو أني كنت في الفترة دي "حار في الروح" زي ما بيقولوا كدة وماشي اكلمّ ربنا طول الوقت، و لقيتني من غير ما أقصُد بدندن الاغنية مع نفسي وبوجهها لربنا. وبقيت قاعد في الميكروباص بصلّي بيها واقلبها حوار داخلي كدة بيني وبين ربنا طول المسافة لحد الكلية.. ومن بعدها بقى عندي العادة دي اني اقلب الاغاني صلاة.. مش كلها اكيد بس بتنفع اوقات كتير على فكرة!
***
وافتكر مرة تانية برضو كنت قاعد فاضي باقلّب في اليوتيوب هائم على وجهي كدة ولقيت ڤيديو لعمر خالد اسمه "محبة الله للعبد" والحقيقة انا عمري ما سمعتله حاجة مش بس لأني مسيحي لكن لحُكمي المُسبق عنه انه بيمثل او طريقته مش عارف مالها، بس المهم قررت اسمعه.. ومانساش وقتها الابتسامة على وشي معظم الوقت وانا بسمعه ومستمتع اوي، وكل شوية اقوله "انت جميل اوي يارب .. ". والغريبة بعدها اني قمت صليت وخدت وقت حلو مع ربنا (بسبب داعية مسلم ماتنساش دي) .. ولحد انهاردة ساعات بسمع لعمرو خالد أو الحبيب الجفري أو مصطفي حسني معنديش مشكلة..
***
مرة تانية كنت سهران كالعادة لوش الصبح لأني كائن ليلي مايعرفش ينام بدري، وكنت مخنوق مبعملش حاجة لحد ما سمعت الشيخ اللي في الجامع قدامنا بيأذن الفجر وقال جُملة حلوة اوي اول مرة اخد بالي منها "الصلاة خيرٌ من النوم.. "، فاكر وقتها قولتله في سري كدة "تصدق عندك حق ياشيخ" وقومت شديت نفسي كدة وقررت اصلّي بالمزامير شوية وكتبت في مذكراتي كام صلوة بسيطة ريحتني وطلّعت اللخبطة اللي جوايا ونمت بعدها بهدوء.. ولحد انهاردة كل ما اسمع الجملة دي اقوم و اصلي
***
الموضوع ابتدى بأني وأنا مولود مسيحي اورثوذكسي.. لقيتني مشدود أحضر في الطوايف التانية وبستمتع بأي عبادة أو صلاة حتى لو جديدة عليا.. وفعلاً من كُتر الجوع اني اتقابل مع الله وأعرفه أكتر بقيت ماشي ادوّر عليه في كل الكنايس .. والموضوع زاد بأني مبقتش بس أحدّه على الكنايس بقيت بستمتع بأي حاجة وأي حد يجيب سيرة ربنا جوه أو بره المسيحية حتى.. بقيت اشوفه في تفاصيل صغيرة في يومي محدش بيلاحظها.. في البحر .. في التعاملات البسيطة.. وفي وشوش الناس.. في الأدعية الاسلامية والترانيم المسيحية .. من الآخر بقيت "بتلكّك" عشان اشوفه وأحس بيه بأي طريقة..
والغريبة أنه هو كان بيكلمّني ويعرّفني عليه بكل الطُرق اللي مشيت فيها دي.. بوعظات وقداسات الكهنة وحتى ابتهالات الشيوخ.. كنت بستمتع أوي بكتابات الرهبان عن حُب الله وخاصة الأنبا أنطونيوس، وأسرح بعدها في كتابات رابعة العدوية عن العشق الإلهي.. كنت بسبّح "اعظمك يارب" مع ماهر فايز، وابكي في صلاة توبة مع مشاري راشد "أنا العبد السقيم من الخطايا".. واللي كان يسمع list الحاجات اللي بسمعها في موبايلي كان يتخض أو يتضايق.. بس أنا متاكد أن ربنا كان مبسوط مكانش بيتضايق، كان بيبتسم بكل صلاة وعبادة بقدمهاله لأنه عارف اني من وسط كل ده، كنت بس عايز اوصلّه..
***
ولحد النهاردة مبخافش اسمع اي حاجة دينية من أي حتة أو حتى أغنية حلوة ممكن أقلبها صلاة في النهاية، وبقيت "أفلتر" الكلام واستقبل اللي يناسب روحي ويقربني من الله بس.
بقى الهدف هو الله.. اللي بقيت أشوفه أوسع وأرقى كتير من احتكار مجموعة خاصة ليه.. وكأنهم لوحدهم اللي معاهم توكيل عبادته..
الله اللي حُضنه رحب ومُرحب بكل اللي بيدوّر عليه ..
الله اللي سايب جزء من نوره في كل الناس وفي كل مكان.. واللي يمشي ورا النور ده هاتزيد معرفته بيه وهايقابلُه في النهاية..