«الأمر بالمنكر» و«النهى عن المعروف» هام

[Mary Naeem]

«الأمر بالمنكر» و«النهى عن المعروف»

جمال فهمي


■ الست الصايعة المجرمة التى تسمى نفسها «هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» أعلنت فى بيان رقم (10) مسؤوليتها عن الجريمة المروّعة التى انتهت باستشهاد الشاب السويسى أحمد حسين عيد أمام عين خطيبته، وحكت الست فى بيانها تفاصيل الجريمة على النحو الآتى (بعد تهذيب وتنظيف الصياغة من ملامح الركاكة والجهالة والأمية):

«.. أثناء استقلال عضوين (صايعين من صيّع الهيئة) دراجة بخارية (كانا) يتفقدان بها قطاع بورتوفيق لاحظا وجود أحد الشباب واقفا مع إحدى الفتيات على جانب الطريق بالقرب من موقف سيارات الأجرة، مما استدعى توقفهما (الصايعَين) ونزولهما من الدراجة، وتوجها لسؤال الشاب عن سبب وجوده مع الفتاة وعن العلاقة التى تربطه بها فقال إنها خطيبته، أى أجنبية عنه والعياذ بالله، وأشار لنا إلى دبلة من الفضة فى يده، لا تغنى ولا تسمن من جوع ولا تفيد بشىء، مما أقنع أعضاء (صيّع) الهيئة الكرام بضرورة إنفاذ شعيرة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى ذلك الشاب الذى وُجد مع امرأة أجنبية عنه بغير ذى حل ولا عقد (ومن ثم) قام أحد الأعضاء (الصيّع) بإخراج عصا من الخيرزان الخفيف وكان ينوى ضرب الشاب بها لكنه ثار وارتفع صوته وقام بدفع عضو الهيئة، فما كان من العضو (الصايع) الثانى إلا أن أخرج العصا الكهربائية وقام بمحاولة ردع الشاب، إلا أنه استمر فى ثورته، مما اضطر (صايعا) آخر لاستخراج سكين ضرب بها الشاب ضربة خفيفة» قتلته.. وبس خلاص!!
■ حكى رائد الشرطة محمود كمال الذى يعمل بمديرية أمن الشرقية أنه كان يوم الإثنين الماضى يقود كمينا بأحد شوارع مدينة الزقازيق وعندما استوقف الكمين إحدى السيارات تبين أن رخصتها منتهية، وبسؤال الركاب وعددهم (4) عن بطاقات تحقيق الشخصية قام ثلاثة منهم بإبرازها، لكن الرابع امتنع مدّعيا أنه من أفراد القوات المسلحة، مما استلزم إحضار عنصرين من الشرطة العسكرية للتعامل مع الموقف، غير أن الرجل عاد ونفى انتسابه إلى الجيش، وقال إنه قريب للرئيس محمد مرسى وأنه «سيتخذ موقفا ضدنا وهدد وسب أفراد الكمين جميعا، فقمنا باحتجازه لعمل الإجراءات القانونية ضده..».
وأكمل رائد الشرطة الحكاية مؤكدا أن الاحتجاز لم يدم طويلا، إذ سرعان ما تلقى على هاتفه المحمول اتصالا من السيد اللواء مدير أمن الشرقية الذى طلب الإفراج عن الشخص المذكور لأنه يمت بصلة قرابة إلى الرئيس محمد مرسى، موضحا أن السيد اللواء أبلغه بأن معه على الهاتف الآخر السيد الدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى، وأن هذا الأخير أكد لمدير الأمن أن الرجل الموقوف قريب فعلا للسيد الرئيس مرسى، ولهذا يجب عمل كل ما يلزم للإفراج عنه!!
انتهت الحكاية، ولكن بهذه المناسبة السعيدة لا بد من التذكير بأن ابنة الدكتور أحمد فهمى متزوجة من ابن الدكتور الرئيس محمد مرسى، كما أن الدكتور رئيس مصر مربوط بصلة نسب قوى ومباشر بالدكتور سعد الكتاتنى رئيس مجلس شعب مصر المنحل (!!) وبالمناسبة كذلك فإن ابنين من أبناء الرئيس الدكتور كانا قد سَبَّا وصفعا فى سبتمبر العام الماضى ضابطا فى مديرية أمن الشرقية أيضا، وقال أحدهما لهذا الضابط آنذاك: «انت عارف أنا ابن مين»؟! يبدو أن الحكم العائلى البهيج هو قدرنا فقد انتقلنا بالسلامة وبثورة رائعة من حكم عائلة المخلوع أفندى إلى عائلة «المحظور» أفندى.
■ فضيلة الشيخ وجدى غنيم عَظَّم الله أجره (وجعله بالدولار) ووَسَّع رزقة (وجعله بالقنطار) غَرَّد قبل أيام من على حسابه الشخصى بموقع «تويتر» تغريدة قوية مباركة طالب فيها الدكتور محمد مرسى الرئيس بإصدار قانون يقضى بإبادة وإعدام الصحفيين والإعلاميين إذا نشروا «أخبارا تسبب زعزعة لاستقرار الوطن»، وحذره من أنه «إذا لم يضرب بيد من حديد (وزرنيخ) على المخابرات والفلول والإعلام فسيسقط قريبا».. كيف يسقط وفضيلته موجود فى هذه الدنيا؟! ربنا قادر على كل شىء.