البيضة في معتقدات الشعوب

[walaa farouk]

ساد اعتقادعند القدماء أنَّ البيضة هى أصل الخلق! فالعالم في رأيهم كان على شكل بيضة انقسمت إلى نصفين، العُلويّ كوّن السماء والسُفليّ الأرض.
وفي برديَّات أون ومنف ورد أنَّ الإله خلق الأرض من صِلصال على شكل بيضة ثمَّ نفخ فيها من روحه فانفجرت الحياة داخلها، فخرج النبات وتفجّر من سطحها الماء
وفي مصر صوَّرت بعض برديَّات منف " بتاح "، وهو إله الخلق عند الفراعنة، جالساً على الأرض على شكل بيضة قد تمَّ نحتها من الجماد
وأهل اليابان كانوا يرسمون البيضة أمام ثور ذهبيّ ضخم، فيكسرها بقرنيه ليخرج منها العالم، أمَّا الثور فقدَّسوه لأنَّه يرمز إلى القوّة الخارقة، الَّتي بها يستطيع أن يخلق كل شيء من العدم، وأيضاً إحالة كل شيء إلى عدم!
وفى التاريخ الهنديّ القديم يعتقدون أنَّ البيضة مصدر الخليقة ّإذ أنَّ " أُم تريمورتي Trimurti " وهو الثالوث الهندوسيّ، وضعت في البدء ثلاث بيضات، خرج منها آلهة الهند الثلاثة وهم: براهما وفشنو وشيفا
وظهرت المسيحيّة وقيمة البيضة تزداد، فجعلوها رمزاً للقيامة والحياة، إذ تخرج منها الحياة مُجسَّمة في صورة كتكوت، وكما أنَّ الكتكوت ينقر بمنقاره البيضة، ويخرج منها مكتسباً الحياة من الموت، ومصوصواً صوصوة البهجة والانتصار على ظُلمة البيضة.. هكذا أيضاً المسيح وهو حي بذاته استعمل سلطانه على الموت، متخطِّياً حواجز القبر فخرج منه حيّاً، ولكن ليس كخروج الكتكوت الضعيف، بل كالأسد الخارج من سبط يهوذا وهو يُزمجر قائلاً: أين شوكتك يا موت أين غَلَبَتُكِ يا هاوية! ولهذا وُجِدَ بيضاً من الرخام في قبور بعض الشهداء كاعتراف منهم بقيامة الأجساد أمَّا قديماً فكانوا يضعون سِلال البيض الطبيعيّ بين القرابين الَّتي تُقدّم للموتى.