![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الابن الأكبر
![]() من الأفكار السائدة أنّ الابن الأكبر هو المدلّل والمميّز بين الإخوة، وقد تكون له الأولوية في معظم الأحيان، إضافة إلى أنه أوّل مَن سيمرّ بالمراحل العمرية المختلفة، ولهذا أثر بالغ على الابن نفسه وعلى الوالدين وعلى الإخوة بعد ذلك. إنّ وضع الابن الأكبر له الكثير من المشاكل التي قد لا يفطن لها الوالدان، فهو يمثّل لهما في البداية الفرحة الكبرى وفي نفس الوقت يسبّب لهما بعض الارتباك لعدم خبرتهما في تربية الأطفال، كما أنه يُحدث سلسلة كاملة من القلق والمشاغل، فالأب الذي كان يشعر بأنّ زوجته كانت متفرّغة له أصبحت منصرفة عنه لرعاية الطفل، وبالتالي يتغيّر نظام العلاقة الزوجية وقد تتعرّض لأزمات. إنّ الذي يتحمّل نتيجة كلّ هذا الطفل نفسه، لأنّ توتر أعصاب الأم أو تعبها أو قلقها يؤثر عليه، ولكن عندما يولَد الطفل الثاني فإنّ الانشغال والاهتمام ينصرفان عن الطفل الأكبر وبهذا يشعر أنّ كل الاهتمام قد انتُزع منه، وهنا يتكوّن لديه إحساس سلبيّ تجاه الطفل الجديد. ومن هنا تنشأ مسؤولية الأم إذ يجب ألا تُشعِر الطفل بأنه مهمَل وأنّ اهتمامها قد ذهب لغيره، ولا بدّ من إشراكه في الاهتمام بالمولود مع تنمية شعور المسؤولية تجاهه وتوثيق العلاقة بينهما، وهذا يأتي عن طريق اللعب معاً والمشاركة، ثم تأتي أصعب مرحلة وهي فترة المراهقة، بحيث يشعر بأنه أصبح رجلاً لا بدّ من الأخذ برأيه، وأن يُترك ليسوّي أموره بنفسه، فلا بدّ هنا من مقابلة اعتراضه بالحكمة والأناة واستعمال الإقناع والابتعاد عن الأوامر لأنّ هذا سيزيد من عناده وإصراره على موقفه، وعلى الأمّ أن تعرف بأنّ الزمن يتغيّر وبالتالي فإنّ كلّ شيء يتغيّر، فلا تنظر كيف كانت تتصرّف في طفولتها ولا تتوقّع أن تكون تصرّفات الأبناء على غرار تصرّفاتها. إذا ما مرّت مرحلة المراهقة بسلام كما يجب أن تكون، فإنّ الابن الشابّ بلا شكٍّ سيكون قدوة لإخوته ومثالاً طيباً لهم عند مرورهم بنفس الفترة، وبذلك يسعد قلبكِ وقلب والده وأهله ومجتمعه لأنكِ أنجبتِ أبناء لهم شأن فيما بعد. |
|