
06 - 02 - 2017, 12:02 AM
|
 |
..::| الإدارة العامة |::..
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2015
الدولة: مصر
المشاركات: 376,425
|
|

يقع صوم يونان دائمًا قبل بدء الصوم الأربعينى بأسبوعين، ومدة هذا الصوم حسب طقس الكنيستين السريانية والقبطية هو ثلاثة أيام، أما الأرمن الأرثوذكس فيصومونه خمسة أيام، ولا تعرفه الكنيسة اليونانية.تشير المصادر السريانية الى ان هذا الصوم يرتقي إلى ما قبل القرن الرابع الميلادي، ونستدل على ذلك من ميامر مار أفرام السرياني (373+) وأناشيده. و عدد أيامه ثلاثة أيام فقط تبدأ صباح الاثنين الثالث قبل الصوم الكبير وكان قد أهمل عبر الأجيال، ويذكر مار ديونيسيوس ابن الصليبي (1171+) أن مار ماروثا التكريتي (649+) هو الذي فرضه على كنيسة المشرق في منطقة نينوى أولاً، ويقول ابن العبري نقلاً عن الآخرين أن تثبيت هذا الصوم جرى بسبب شدة طرأت على الكنيسة في الحيرة (وباء خطير فتك بالأهالي) فصام أهلها ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ مواصلين الصلاة إتماماً لوصية أسقفهم (مار سوريشو مطران) الذي أراد تقليد أهل نينوى لعل الله يستجيب ويخلصهم من الوباء، فنجاهم اللّه من تلك التجربة.
وفي القرن العاشرالميلادي تربع على الكرسى المرقسى البابا إفرام (إبرآم) إبن زرعة السرياني (976- 979م) البطريرك الثانى والستون من عدد باباوات الأسكندرية، الذى كان تاجرا ويتردد كثيرا على مصر ومن ثم استوطن بها ، و نظرا لاتصافه بفضيلة الرحمة واشتهارة بكثرة العلم والصلاح ، فقد أجمع الأساقفة والمدبرون والعلماء على اختياره ليكون رئيسا دينيا عليهم، ومما يذكر عن هذا البابا أنه فى أيامه حدثت معجزة نقل جبل المقطم.
وبعد سيامته بطريركا لما حل الصوم الكبير صام شعب الكنيسة القبطية جمعة هرقل التى إنفرد بصومها الأقباط عن عموم المسيحيين فصامها البطرك الأنبا أبرآم الأنطاكى الأصل معهم إذ كان من غير الائق أن يفطر فى الوقت الذى فيه أولاده صائمين ولما حان صوم يونان صام البطرك فإقتدى به بنوه ونظرًا لتقواه قبل الأقباط ممارسة هذا الصوم بغير تردد ومن هنا دخل هذا الصوم إلي الكنيسة القبطية في القرن العاشر الميلادي .
واستمر البابا ابرام على كرسى الباباوية ثلاث سنين و ستة أيام و تنيح ومن ثمّ ظل هذا الصوم يتأرجح حينًا من الوقت، حتى نجده قد صار صومًا مستقرًا في الكنيسة في قوانين ابن العسال في القرن الثالث عشر، حيث يقول: "والأصوام الزائدة على ذلك المستقرة في البيعة القبطية. منها ما يجري مجرى الصوم الكبير في التأكيد وهي جمعة هرقل مقدمة الصوم الكبير وصوم اهل نينوى ثلاثة أيام" كما ذكره ابن كبر (+1324م) كصوم مستقر في الكنيسة التي تصومه قبل الصوم الاربعيني بخمسة عشر يوما ، ولعل ذلك كان يناسب وقوع حادثة نينوى فى ذلك الوقت ولما جاء البابا غبريال الثامن (1587- 1603م) البطريرك ال97، أمر بألا تصام أيام نينوى الثلاثة فلم يجد صدى لأمره، إذ صار هذا الصوم تقليدا شعبيا راسخا ولا زال حتى اليوم اقوي من القوانين لأنه حيث الحب الحقيقي للكنيسة تتنحى القوانين جانبا ( كما هو حادث أيضا بالنسبة لصوم السيدة العذراء ) .
|