لماذا في بعض الأيقونات البيزنطية نرى السيد المسيح الطفل يقف على زهرة، وتحمل العذراء بيدها زهرة ؟
تُسمّى هذه الأيقونة بأيقونة "الوردة العادمة الذبول". وهي تُشير الى عبارة شِعرّية لاهوتية نقولها في نشيد المدائح للسيدة والدة الاله (الأكاثيستوس): "افرحي يا من وحدها أفرعَت الوردة العادمة الذبول.." (قانون المدائح- الأودية الأولى)، فالسيدة العذراء هي الفردوس الحيّ الناطق التي منها نبتت "الوردة العادمة الذبول" الذي هو ربنا والهنا ومخلّصنا يسوع المسيح نفسُهُ، والذي مُلكُه أبدي لا يضمحلّ ولا يزول. وفي أراميس عيد الميلاد هناك عبارة تقول: "أيها المسيح المُسبّح لقد خرج قضيبٌ من أصل يسّى (أبو داود الملك، أي جدّ المسيح بحسب الجسد، راجع أشعيا 1:11) ومنه نبتَّ زهرةً من جبلٍ ظليلٍ مُدغل" (الأودية الرابعة)، والجبل الظليل المُدغل (راجع دانيال 2:34) هو رمزٌ للعذراء النقية التي لم تعرف رجلاً، وقد ظلّلها الروح القدس فحبلت حبلاً بتولياً طاهراً وولدت المسيح ولادة بغير فساد، ويقول القديس نكتاريوس العجائبي في أحدى أبيات مديحه للعذراء "زهرةُ عدم الفساد وتحقيق البتولية" (ترنيمة "عذراء يا أم الاله"). فبتولية العذراء لم تنثلم بسبب ولادتها للمسيح بل هي دائمة البتولية، وجسدها الشريف الطاهر لم يختبر الفساد في قبرها بالجسمانية لأنها أُصعدَت الى السماء بالنفس والجسد، لذلك فهي حقاً "الوردة العادمة الذبول".