واثق فى وعده

[walaa farouk]

كثيرا مانتوقع حدوث أمور معينة ثم يحدث عكسها تماما. أحيانا نحيا واثقين فى وعود الرب ومنتظرين تحقيقها

ثم نجد ان مايحدث عكس وعود الرب. فنصاب بخيبة الأمل والاحباط واليأس ويتزعزع ايماننا وتهتز ثقتنا فى الرب

ويمر الوقت ولايحدث شىء. بل ربما أن الأمور تزداد تعقيدا والرب لم يتدخل بعد. وربما يحدث شىء بخلاف ماوعد به الرب وهو مختفى تماما من المشهد مثلما حدث مع مرثا ومريم .فقد أرسلوا للرب ليخبروه أن لعازر مريض حتى يأتى ويشفيه. ورغم أنه يحبه الا أنه تأخر.فزادات حالته سوءا وهو لم يظهر .ثم مات ولم يكن الرب قد وصل .ومرثا ومريم لم يتوقعا أن يتركهم الرب هكذا. بل أنهم لاموه قائلين لوكنت ههنا لم يمت أخى.ولكن هل فعلا تركهم؟ كلا لم تكن هذه سوى تأخيرات المحبة التى تدبر لصنع معجزنة مليئة بالمجد .

وهو نفس ماحدث مع يوسف الذى عاش سنوات طويلة لايعلن واقعه الا عكس ماوعده به الرب فى احلامه . فقد حلم أن حزمته قامت وانتصبت بينما سجدت له حزم اخوته. كما حلم ان الشمس والقمر واحد عشر كوكبا ساجدة له. ولكن الواقع كان عكس هذا فبدلا من أن يسجد له أخوته باعوه ليصبح عبدا فى بيت فوطيفار ثم عبد فى السجن. ولمده طويلة (13سنة) لم تعلن الاحداث الاعكس احلام يوسف لكن فى النهاية استخدم كل هذه الاحداث لخيره وتكريمه.

وهذا مايحدث معنا أحيانا . ربما لايتدخل الرب فى التوقيت الذى نراه مناسبا فنشعر أنه تأخر أو نسينا عن قصد. فنحزن ونلومه لأنه غير موجود بالأحداث. دون أن ندرك ان هناك توقيت الهى دقيق وخطة مرتبة بعناية فائقة هائلة لصنع أمور مجيدة فى حياتنا. نحن نميل غالبا للتسرع فى الحكم على الأمور فنحزن ونحبط من الله . ولكننا للأسف ننظر للأمور نظرة قصيرة دون أن ندرك أو نستوعب أن كل تأخير فى نظرنا هو لخيرنا ولمجده.

هدف ابليس الأول هو أن يشككك فى وعود الله لك حول هذه الظروف أو تلك المشاكل فان نجح فى ذلك نجح فى تجريدك من سلاحك ومن قوتك وبالتالى فى تعطيل تحقيق الوعد ولكن الكتاب يوصينا لاتطرحوا ثقتكم التى لها مجازاة عظيمة . فالايمان له مكافأة عند الرب امسك بالوعود حارب بها الشكوك رددها وصدقها وأعلنها بايمان والتصق بها. ثق أنه سيأتى اليوم الذى يصنع الرب فيه خلاصاعظيما لك

ربما بسبب ماتراه من عيان فى الواقع . تشعر أن الأساسات القوية التى استندت عليها من كلمة الله تنهار بسبب مايحدث. ربما لاتسوى عكس ماوعد به الله ولكن ثق ان الرب جالس على العرش مهيمن على الاحداث وقادر ان يحول كل الامور لتعمل معا للخير للذين يحبون الله
فما يبدو مربكا فى العيان هو تخطيط الهى متقن ليعطيك نصر ة هائلة .فتمسك بالوعود حتى النهاية . فالله ليس انسان فيكذب ولاابن انسان فيندم . هل يقول ولايفعل او يتكلم ولايفى

العدو يخطط لابذاءك واحباطك وزعزعة ثقتك بالوعود الثمينة لكن ثق ان الله يعد بتدمير العدو ويرتب الاحداث ليمد يده على ظروفك المعاكسة ليفعل بالعدو كما فعل بك ليرد عليه حسده وغضبه عليك ولن يكون مايفعله الرب عادى لكنه بكون غير عادى يعرف بان يد الرب هى التى تدخلت فى ظروفك وليس يد البشر تمسك بالرب ولاتفقد ايمانك فالمجد قادم

الله يريدنا ان نسلك بالايمان لا بالعيان .فربما تاتى اوقات لانستطيع فيها رؤية اثار اقدام الرب على الاطلاق ربما يبدو فى الواقع انه غير موجود او انه تركك ولكن تمسك بالايمان لانه يستحيل ان يهملك او يتركك لانه هنا لاجلك حتى فى اوقات الاحباط او الهزيمة المؤقته هو هنا لينصرك ويعليك هولازال موجود فى حياتك يعتنى بك ويبسط لطفه نحوك وسيصنع لأجلك تحولات عظيمة فى حياتك . فلاتطرح ثقتكالتى لها مجازاه عظيمة وتب عن كل وقت لن تصدق فيه ان ماوعدك به الرب لن يتحقق ف حياتك وعن كل شك انه سيصنع لاجلك .
ثق فى الرب العظيم لاتصدق ان مافعله معك من عجائب وامجاد فى الماضى سيكون ذكرى لن تتكرر تأمل فيما فعله معك وتوقع أعظم مماتتوقع فوعده سوف ترى اعظم من هذا مهما كانت الضغوط شديده والواقع مر ثق ان الله لن يتخلى عنك أبدا وأنه سيتدخل كالعادة وسيقلب الامور راسا على عقب وسيحول نوحك الى طرب ويعزيك ويفرحك من حزنك
فلا تطرح ثقتك التى لها مجازاه عظيمه