تنحي مبارك و ناصر قرار واحد وإرادة مختلفة للشعب

[Mary Naeem]

تنحي مبارك و ناصر قرار واحد وإرادة مختلفة للشعب





التاريخ يعيد نفسة من جديد عبارة لطالما لمسناها وتكررت أمام أعيننا وعلى الرغم من اختلاف الأزمنة إلا أن المشهد واحد مع تغير بعض التفاصيل .

فما أشبه الليلة بالبارحة لازالنا نتذكر جميعا خطاب التنحى للرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى طالب فيه الشعب بمساندتة على اتخاذ قراره بالتخلى عن الحكم، ليتكرر الموقف ذاته بعد عدة سنين ويقوم الرئيس المخلوع حسنى مبارك بالخطاب الذى ألقاه اللواء عمر سليمان نيابة عنة يتخلى فية أيضا عن الحكم وبرغم تكرار مشهد الزعماء إلا أن رد الشعب لم يكن ذاته.
نكسة 67 دفعت عبدالناصر للتنحى عن الحكم
ففي أوائل سنة 1967، حذر الاتحاد السوفيتي ناصر من هجوم إسرائيلي وشيك على سوريا، ودون إذن عبد الناصر، استخدم عامر التحذيرات كذريعة لإرسال قوات إلى سيناء يوم 14 مايو، وطالب ناصر في وقت لاحق بسحب قوات الطوارئ الدولية في شمال سيناء، إلا أنه تلقي في ذلك اليوم، تلقى ناصر تحذيرا من الملك حسين من التواطؤ الإسرائيلي الأمريكي لجر مصر إلى الحرب.
وبحلول صباح يوم 5 يونيو، ضرب سلاح الجو الإسرائيلي القواعد الجوية المصرية، ودمر جزءا كبيرا من القوات الجوية المصرية وقبل انتهاء اليوم الأول من الحرب، كانت وحدات مدرعة إسرائيلية قد اخترقت خطوط الدفاع المصرية واستولت على مدينة العريش.
وفي اليوم التالي، أمر عامر بانسحاب فوري للقوات المصرية من سيناء، مما تسبب في سقوط جزء كبير من القوات المصرية خلال الحرب، ولم يعلم ناصر بخطورة الوضع الحالي إلا عندما استولى الإسرائيليون على شرم الشيخ، فأسرع إلى مقر قيادة الجيش للاستفسار عن الوضع العسكري.
وفى يوم 9 يونيو ألقى ناصر خطابة الشهير الذى تنازل فية عن السلطات الرئاسية إلى نائبه آنذاك زكريا محيي الدين، الذي لم يكن لديه معلومات مسبقة عن القرار ،والرجوع الى صفوف الشعب المصرى .

الشعب المصرى يموج غضبًا مطالبا بعودة عبد الناصر
ويستوقفنا هنا إعادة التاريخ لنفسة نفس المشهد مع اختلاف ردود الأفعال فحينما قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإلقاء خطاب التنحى بعد نكسة 67 ذلك الخطاب الذى طالب فيه من الشعب معاونته للتخلى عن السلطة وأعلن فيه تحمله المسئولية الكاملة عما تكبدتة مصر من خسائر خلال حرب 67 ورغبته فى العودة إلى صفوف الشعب مره أخرى والنضال معهم.
وقد رفض التنحى مئات الآلاف من المتعاطفين مع ناصر فى مصروجميع دول الوطن العربى وقاموا بمظاهرات حاشدة رفضا لاستقالتة وهتفوا: "نحن جنودك يا جمال" .
كما انطلقت الجماهير فى شوارع مصرغاضبة باكية تلطم الخدود وتشق الجيوب مطالبة الرئيس عبد الناصر بالبقاء والاستمرار في أريكة السلطة إلى أن عاد عبد الناصر فى اليوم التانى للحكم مره أخرى استجابة لرغبة الشعب .
25 يناير نجحت فى إزاحة مبارك عن عرش مصر
بعد أن هب الشعب المصرى يوم 25 يناير ثائرا ومتأملا فى إنهاء الحكم المستبد الذي قبعوا فى زله طيلة سنوات عديدة .
نجح المصريين بعد 16 يوم من النضال والصمود من أجل تحقيق حلمهم فى التخلص من قيودهم واستعادة حريتهم حيث جاء يوم 11 نوفمبر والذى أطلق علية المصريين جمعة النصر بمثابة طوق النجاه لهم.
فقد ظل المتظاهرون في ميدان التحرير ثائرين بعد خطاب مبارك الذي رفض فيه ترك السلطة، ووعدوا باختبار قوة جديدة معلنين عن تظاهرات ضخمة، هتف المتظاهرون بها "يسقط مبارك، ارحل ارحل".
مما دفع مبارك إلى إصدر بياناً من رئاسة الجمهورية ألقاه اللواء عمر سليمان يعلن فيه تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وتسليم إدارة شئون البلاد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، وبهذا حققت الثورة المصرية أكبر مطالبها.
الشعب المصرى استقبل تنحى مبارك بالزغاريد
حيث جاء تنحى الرئيس المخلوع حسنى مبارك بمثابة مفاجأة سارة لجموع الشعب المصرى الذى ثار غضبا وأملا فى إسقاط نظام دام قرابة 30 عامًا من الظلم والمعاناة وكبت الحريات.
واستقبل المصريون خطاب التنحى الذى ألقاه اللواء عمر سليمان بالتهليل وإشعال الأفراح والاحتفالات فى كافة أرجاء البلاد فلم تنم شوارع مصر فى تلك الليلة من الفرح والأمل فى شروق شمس الحرية التى انتظروها طويلاً، فكان تنحى مبارك كالمعجزة التى أرسلوا من أجلها آلاف الدعوات من أجل أن تتحقق.

هذا الخبر منقول من : الوفد