لا يمكن أن نحصره فهو قديس العطاء فلم يكن يدعو المساكين إلا إخوته ، ولم يكن يلذ له الطعام إلا وسطهم . لقد أعطى غطاؤه الشتوى لإنسانة مسكينة حرصاً منه على سلامة صحتها دون أن يفكر فى نفسه .. لم يكن يعرف سوى أن يقدم ، حتى الجنية الأخير فى المطرانية فقد قدمه يوماً ما لإنسان محتاج .. ... طوباك يا أبى ... طوباك يا أبى .. يا من عرفت كيف تستثمر الحب الإلهى ، وتنطلق إلى أعماق المسيح "لأنه بما أنكم فعلتم هذا بأحد إخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم " لقد آثرت الفقر الإختيارى فى الجسد لتكون غنياً فى الروح واخترت البساطة فى العالم لكى تكون عظيماً فى السماء . فهنيئاً لك يا أبى فى بستان القديسين .
( عن كتاب دعوة إلى الأعماق للقمص صليب رزق الله _ مطرانية الفيوم _ 1988 )