المصريون يُنفقون على المشروبات الغازيّة ضعف إنفاقهم على مياه الشُرب »

[Mary Naeem]

المصريون يُنفقون على المشروبات الغازيّة ضعف إنفاقهم على مياه الشُرب »

كما يحيا الإنسان بثلثيّ جسمه ماءً، تحيا الأرض أيضًا بثُلثيّ مساحتها ماء، ولأن الماء أساسيّ للحياة، فمعدلات استهلاكه ليس لها حدود، ولا تنتهي إلا بانتهاء الحياة، لكن إذا نظرنا للأرقام فيما يخص ذلك الاستهلاك لدينا في مصر، فقد تكتشف أن المصريين يُنفقون أموالًا أكثر مما ينفقون في استهلاك الماء، على موادٍ هي استهلاكيّة في المقام الأول، ولا ترقى لأهميّة الماء في حياتنا.

فبحسب موقع 24 الإماراتي، فإن وزارة الري أعلنت هذا العام، عن توفير 23 مليار متر مُكعب لسد العجز المائي في مصر، تُضاف إلى نصيب مصر من مياه النيل 55.5 مليار متر مكعب، و4 مليارات مياه جوفيّة وأمطار، ما يصل بمتوسط الاستهلاك السنوي في مصر إلى 83 مليار متر مكعب.
وبحسب الشرائح الجديدة لفواتير المياه والتي تتراوح بين 25 قرشًا للمتر المكعب، و150 قرش، بمتوسط يصل 80 قرشًا، نستطيع أن نقوم بعملية حسابية سريعة، لمعرفة حجم ما يُصرف على الاستهلاك المائي في مصر، لنجد أن الناتج النهائي هو حوالي 6.6 مليار جنيه (83 مليار * 0.8).
على الجانب الآخر، ولن نبتعد كثيرًا، فما زلنا فيما يخص عطش المصريين، لكننا هُنا نتحدث عن المشروبات الغازيّة، السلعة الاستهلاكيّة الأولى بالنسبة للكثيرين، والتي أصبحت عادة يوميّة لا يستطيعون التخلي عنها، ففي عام 2011 صرّح المدير الإقليمي لإحدى شركات المياه الغازيّة الشهيرة أن استهلاك المصريين للمياه الغازية تعدى 6 مليار جنيه سنويًا، لكن من المؤكد أن ذلك الرقم أصابه تغيير جذريّ بعد 4 أعوام.

في دراسةٍ لموقع BMI للأبحاث، ترصد استهلاك المصريين من المياه الغازيّة من عام 2012، ومُستقبلًا حتى 2018، وُجد أن عام 2015 يشهد زيادة في المُعدل، باستهلاك وصل 2.3 مليار لترًا من المياه الغازيّة مقابل 2 مليار فقط في 2012، بما يعادل 25 لترًا من نصيب الفرد سنويًا، وبافتراض سعر 5 جنيهات للتر الواحد، بالرجوع لاختلاف الماركات والأحجام المُعبئة، نستطيع أن نقول أن الاستهلاك السنويّ للمياه الغازيّة في مصر تعدى حاجز 10 مليارات جنيه، أي أنه في النهاية يستهلك المصريون سنويًا ما يوازي ماديًا ضعف استهلاك المياه.
ورغم ضرورة الماء كمكون أساسي في حياة الإنسان، إلى أنه يُسرف في استهلاكه، دون حرصٍ، ثُم يُنفق أموالًا تتخطى استهلاكه للمياه في سلع استهلاكيّة غير أساسيّة، في نفس الوقت الذي يُمكن أن يتذمر مما يدفع لقاء استهلاكه الماء، فيما قد يفتقد أقل قدرًا من المنطقيّة إذا نظرنا إلى دراسةٍ نشرتها صحيفة «لوفيجارو» الفرنسيّة تقول؛ أن 148 ألف شخص يموتون سنويًا جراء أمراضٍ كالسكري والأمراض القلبية الوعائية، والسرطان بسبب المياه الغازيّة، في نفس الوقت الذي وُجد فيه أن 1.2 مليون شخص يموتون كُل عامٍ بسبب أمراض نقص الماء أو تلوثه، بحسب موقع World O Meters، وهو ما يجعلنا نُعيد النظر في منطقيّة معدلات استهلاكنا لأشياءٍ تقتل عشرات الألاف كُل عام كالمياه الغازية، وقد لا نكترث للاستهلاك غير العاقل فيما يخُص المياه، في الوقت الذي يموت مليون شخص سنويًا جراء نقصها.