لقد طوب السيد المسيح فى الموعظة على الجبل الودعاء و الحزانى و المطرودين من اجل البر و صانعى السلام و كثيرين و نحن هنا نقول طوبى للمنتقلين
طوبى لهم لانهم انتقلوا الى موضع الراحة فالنبى يقول فى المزمور اذهبى يا نفسى الى موضع راحتك . ففى الابدية لا يوجد صراخ ولا عويل ولا تفكير فى المستقبل و الجواز و لا اى شىء دنيوى سوف يشغلنا بل حب الله و جماله الفائق و التمتع بما لم تراه عين و مالم تسمع به اذن و ما لم يخطر على قلب بشر .
طوبى لهم لانهم ينتظرون المكافاءة على جهادهم و تعبهم على الارض فبولس الرسول يقول قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعى حفظت الايمان و اخيرا قد وضع لى اكليل البر . فكل نفس تجاهد و تعمل و تحفظ الايمان قدر طاقتها و امكانياتها يكافئها الله مثل ما كافىء العبد الصالح و الامين فى مثل الوزنات و يدخلها الى فرح سيدها .
و اخيرا طوبى لهم لانهم يتمتعون بعشرة حبيبهم السماوى فمن منا يحب انسان ولا يحب ان يبقى معه دائما ففى الانتقال الفرصة لمعايشة السلام الذى يملاء روح الله و التمتع بالجلوس تحت قدميه و مشاركة الملائكة و القديسين ف تسبيحه .