لاحظ صديقى انعزالى عن الكنيسة وياسى وقنوطى فدعانى لرحلة إلى دير السيدة العذراء بالبراموس وبهذا الدير توجد أجساد القديسين موسى الاسود والانبا ايسذورس ومكسيموس ودماديوس وغيرهم وصلنا إلى الدير وقام احد الآباء الرهبان بالشرح لنا عما فى الدير من كنائس واجساد القديسين وتأثرت بما شرحه عن موسى الاسود وكيف غيره الرب من رئيس عصابة إلى قديس طلبت الكلام منفردا مع الأب الراهب وأخبرته بضيقى ويأسى وبعدى عن الكنيسة كلمنى بحب عن المسيح وكنت انا فى حالة لا يرثى لها
استمر الأب الراهب فترة طويلة معى ولما لاحظ عدم اقتناعى بما قاله وعدم راحتى أشار إلى المقصورة الموضوع بها جسد القديس الانبا موسى وقال هذا القديس كان رئيسا لعصابة من قطاع الطرق وقتل فى حياته 100شخص وقبله المسيح فى ملكوته فهل أنت أسوأ منه أذهب وقف بجوار جسده وقل لا فائدة منى
وتركنى ومضى ووقفت بجوار الجسد وبدأ اليأس يفارقنى فإن كان حقا المسيح ظهر لموسى الاسود فهل تقصر يده معى وحينئذ فاض قلبى بالرجاء وقلت يارب سامحنى ونجنى من بالوعة اليأس المميت لم تعطنا روح الفشل بل روح. القوة والمحبة والنصح وانت يا ترى فى اى حال انت فيه ان لم تعرف حالك او فى اى طريق انت فيه فأسمع ما قال الرب لعروس النشيد ان لم تعرفى أيتها الجميلة بين الناس فاخرجى على آثار الغنم وترجعى جداءك عند مساكن الرعاه (نش8:1) وهذا معناه أن لم يعرف الإنسان طريق توبته او خدمته ان يخرج على آثار التائبين ويتامل خدمة القديسين فتوبة القديس موسى الاسود كانت علما على طريق توبتى...