![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تقولون أن اصلاح الخاطي ليس هو الغاية الأصلية من قصاصة؟
![]() توهم البعض أن غاية قصاص الخاطئ إنما هي إصلاحه بدليل أن الوالد يؤدب ابنه لخيره والآب السماوي يضرب أبناءه بعصا التأديب لبنيانهم . قلنا هذا تأديب لا قصاص لأن القصاص هو نقمة لإستيفاء العدل حقه ، فهما متباينان في الغاية ، والأدلة على ذلك : 1- أن قصاص الأشرار نتيجة غضب الله على ما في الكتاب المقدس وتأديب شعبه نتيجة محبته . فبين الأمرين فرق ظاهر لأن الأشرار يقاصهم الله ليظهر عدم رضاه بهم ويستوفي عدله حقه ، وأما الأبرار فيؤدبهم ليقربهم إليه . 2- نتيجةالقصاص تبين أن الغاية فيه ليست خير المذنب . فالطوفان وإنقلاب سدوم وعمورة وخراب أورشليم لم تكن نتائجها لإفادة الذين هلكوا ذلك الهلاك الذريع ، ومثله عقاب الملائكة الساقطين وغير التائبين من البشر ، وذلك واضح كل الوضوح في التبيان . 3- إن الكتاب المقدس والاختيار كليهما يعلماننا أن آلام القصاص لا تحد بذاتها إصلاحاً إلا إذا رأى المتألم أن الله يرسلها كأب لإظهار محبته ، فيكون لها حينئذ قوة لإصلاحه وتقديسه ، ولكن إذا رأى أن الله يرسلها كديان ومنتقم ، وهي علامة الغضب والإنفصال عنه تعالى ، فيقسو قلبه ويزيد تمرداً أو طغياناً . ومن ذلك قول بولس أن الناس ما داموا في الجسد وتحت الدينونة يثمرون أثماراً للخطية لا لله ، حتى يتصالحوا معه ويتأكدوا محبته . وكذلك قول يوحنا في رؤياه أن الأشرار يعضون ألسنتهم من الوجع ويجدفون على إله السماء ولا يتوبون عن أعمالهم . 4- وجدان البشر هو أعظم بينة على أن غاية القصاص إنما هي عقاب المذنب وضرره لا خيره ونفعه . فإن الناس قد أجمعوا على الإنتقام من الأشرار وما غاية الإنتقام خيراً . نعم طباعنا لغلاظتها لا تنتبه إلى ما تستحقه شرور الأثمة ما دامت قليلة الضرر ، ولكن إذا فظعت فواحشهم استيقظت تلك الطباع من غفلتها وصرخت طالبة قصاص المذنب ، وذلك ليس لخيره ولا لنفعه بل للإنتقام منه . |
|