لماذا تكره «داعش» المعزول مرسي وتصفه بـ «الطاغوت» ؟

[Mary Naeem]

لماذا تكره «داعش» المعزول مرسي وتصفه بـ «الطاغوت» ؟

نقلا عن الدستور
"اغتيال مرسى"، "الطاغوت"، "المجرم الأكبر"، كلمات برائحة الكره والبغض للرئيس المعزول محمد مرسى، هذه الكلمات تثير مزيدا من التعجب والتساؤل، لماذا يكره الدواعش المعزول مرسى على الرغم أن كلا الفريقين ينتميان لفصيل الإسلام السياسى.
أظهر المنبر الإعلامى الداعشى السبب الرئيسى خلف كره داعش للمعزول، فى قوله إن الإسلام أسند إلى الطاغوت مرسى الذى حكم بالقوانين الوضعية ودعم بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال "أميصوم" ضد المجاهدين هناك.
بالإضافة إلى أسباب أخرى ترجع إلى أن جميع هذه التيارات تتفق فى نفس الفكرة ويجمعها ذات الهدف، وهو إقامة دولة إسلامية، إلا أن اختلاف الوسيلة التى يتبعها كل تيار عن الآخر، أثارت العداوات وربما كفر بعضهم البعض، فاختلاف نظرة كل منهما للحكم، جعلت بعضهم يتبادلون الاتهامات بالنفاق والارتداد، فداعش التى تتبع السلفية الجهادية المتشددة سياستها فى الحكم تختلف تماما عن سياسة الإخوان، فرأت أن مرسى يتمسح بالدين ويتستر به دون أن يطبق الشريعة الإسلامية، وكان هذا أحد أهم العوامل التى بعثت على كره الداعشيين للمعزول المسجون.
وظهر خلال الأيام الأخيرة بعض المفارقات العجيبة، فعلى الرغم من حرص المتظاهرين فى صفوف الإخوان التى تردد " شرعية المعزول" بحمل علم داعش الأسود، الذى يحمل عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فى تظاهراتها إلى جانب الأربع أصابع فى العلامة الصفراء التى تروج لها جماعة الإخوان منذ سقوط حكم المعزول إلا أن داعش وصفت قائدهم المسجون بالطاغوت.
بيت المقدس بين المعزول وداعش
بيت المقدس التى تقف على مسافة متساوية بين الإخوان وداعش، على الرغم من أن جماعة بيت المقدس التى غيرت اسمها إلى «ولاية سيناء» منذ إعلانها مبايعة داعش، حرصت على دعم الإخوان، والتى أعلنت بعد 30 يونيو، أنها تحارب الجيش المصرى وقوات الأمن حتى عودة ما أسمته شرعية المعزول مرسى، وقامت على إثر ذلك بتنفيذ عدد من التفجيرات والاغتيالات، كل هذا يجعل نغمة الكره التى تظهرها داعش تجاه المعزول أشد غرابة.
إخوان تدافع عن داعش
وعلى الرغم من سبل التودد التى تقوم بها جماعة الإخوان ودعاتها تجاه داعش وما تعدى به الأمر إلى إعلان قيادات إخوانية تأييدها داعش، ومنهم وجدى غنيم الداعية الإخوانى الذى دافع عن داعش ضد ما أسماه التحالف الصليبى لضرب داعش، وما قاله عبر قناته الرسمية على يوتيوب إن الولايات المتحدة تجيش من أجل ضرب الخلافة الإسلامية.
وغنيم لم يكن وحده من أيد داعش بل كان للأب الروحى لجماعة الإخوان يوسف القرضاوى جولة أخرى حيث قال ،إنه لا يرضى أن تقاتل الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وظهر ذلك فى تدويناته عبر مواقع التواصل "أنا أختلف مع داعش تماماً في الفكر والوسيلة لكني لا أقبل أبداً أن تكون من تحاربهم أمريكا" بعد كل هذا تتطالب داعش برأس محمد مرسى وتصفه بالمرتد ورأس المنافقين.
وظهر فى مواقع اليوتيوب التابعة لداعش أحد المنضمين لصفوفها يتوعد بأنه سيقتل الطواغيت فى العالم وعلى رأسهم ما وصفة بالطاغوت الأكبر، المعزول مرسى، بالإضافة إلى وصف تنظيم "داعش" الرئيس المعزول بالمرتد كما عنونت عددا من الصور لـ"مرسى" باسم الطاغوت المرتد ، وذلك من خلال أحد منابرها الإعلامية، والتى قامت بنشر نص رسالة صوتية سابقة وجهها أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم "القاعدة" إلى مرسي ، تحت عنوان "النداء الضعيف من الخلف للطواغيت، من الظواهرى إلى الطاغوت مرسى".

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى " تويتر- فيس بوك" ما وصف به التنظيم مرسي بالطاغوت ، بكثير من السخرية والتهكم، فسخر أحد النشطاء من داعش، مؤمنين أوى يا حاج، وقال آخر من المضحك أن داعش ترى أن الإخوان مرتدون ينبغي قتالهم وقالوا إنهم إذا دخلوا مصر سيبدأون بقتل المرتد الأكبر مرسى، بينما غرد آخر عبر"تويتر"، "ليه كده ياجماعه دا انتوا واكلين شاربين ممولين مكفرين قاتلين مع بعض"، وعلق آخر"قلشت منهم دى زى حاجات تانية كتير.