لا يمكن للإنسان أن يكون قديساً إلا باشتراكه بقداسة الله. وهذه المشاركة هي عطية مجانية منه تعالى ? فالذي يختاره الرب هو يكون قديساً (عدد 16 / 11).
ليس الله ينبوع كل قداسة وحسب، إنه القدوس أصلاً. هو مثال القداسة وأنموذجها .. قداسته متطلبة ? هي لا ترضى بأقل من القداسة عند الخلائق: " كونوا قديسين لأني أنا قدوس". يقول الرب الإله (لاويين 11 / 45)? وكما أن ابن الله الذي دعاهم هو قدوس، فيجب أن تكونوا قديسين في كل مسيرتكم? (1بطرس 1/15).
لكن الله الذي يطلب إلينا أن نصير قديسين، هو نفسه الله المتعالي، والذي يسكن في نور لا يُطال، ولا كان لأحد من بني البشر أن رآه، أو يمكن أن يراه: (1تيم 6/16). "الذي له وحده الخلود، ومسكنه نور لا يُقترب منه، وهو الذي لم يره إنسان، ولا يستطيع أن يراه، له الإكرام والعزّة الأبدية. آمين".
فلا يمكن لأية خليقة أن تضاهي قداستها القداسة الإلهية. ما يمكن أن تصل إليه، هو أن تقتدي بشيء من هذه القداسة? وعندما نقول "الخلائق"، نعني لا فقط الخلائق التي وجدت إلى الآن، أو التي هي موجودة، بل أيضاً كل خليقة ممكنة.