منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 08 - 2014, 05:26 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,310,262

ماهى الصلاه؟ وكيف تصل الى الله؟؟

ماهى الصلاه؟ وكيف تصل الى الله؟؟

قداسة البابا شنوده الثالث





يظن البعض
أنه يصلي‏,‏ بينما صلاته لم تكن صلاة‏,‏ ولم تصعد إلي الله‏!‏ فما هي الصلاة إذن؟ وكيف
تكون؟




الصلاة هي
جسر يوصل بين الإنسان والله‏.‏ إنها ليست مجرد كلام‏,‏ إنما هي صلة‏...‏ هي صلة بالله
قلبا وفكرا‏...‏ إنها إحساسك بالوجود في الحضرة الإلهية‏,‏ أي بأنك أمام الله واقفا
أو راكعا أو ساجدا‏.‏ وبغير هذا الإحساس لا تكون الصلاة صلاة‏.‏


وبالإحساس
بالوجود في الحضرة الإلهية ينسي الإنسان كل شيء‏,‏ أو لا يهتم بشيء‏.‏ ولا يبقي في
ذهنه سوي الله وحده‏.‏ ويتضاءل كل شيء امامه‏,‏ ويصبح الله هو الكل في الكل وليس سواه‏...‏


‏ الصلاة
هي عمل القلب‏,‏ سواء عبر عنها اللسان أو لم يعبر‏.‏ إنها رفع القلب إلي الله‏,‏ وتمتع
القلب بالله‏.‏


والقلب يتحدث
مع الله بالشعور والعاطفة‏,‏ أكثر مما يتحدث اللسان بالكلام‏.‏


وربما يرتفع
القلب إلي الله بدون كلام‏.‏ لذلك فإن حنين القلب إلي الله هو صلاة‏.‏


ومشاعر الحب
نحو الله هي الصلاة‏.‏ والصلاة كما قلنا هي الصلة بين الله والإنسان‏.‏ وإن لم توجد
هذه الصلة القلبية فلن ينفع الكلام شيئا‏.‏ إذن هي مشاعر فيها الإيمان‏,‏ وفيها الخشوع‏,‏
وفيها الحب‏.‏


إن أحببت
الله تصل‏.‏ وإن صليت تزدد حبا لله‏.‏ فالصلاة إذن هي عاطفة حب نحو الله نعبر عنها
أحيانا بالكلام‏...‏


نري هذا الحب
وهذه العاطفة بكل وضوح في مزامير داود إذ يقول‏:'‏ ياالله أنت إلهي‏,‏ إليك أبكر‏.‏
عطشت نفسي اليك‏'.'‏ كما يشتاق الأيل إلي جداول المياه‏,‏ هكذا تشتاق إليك نفسي ياالله‏.‏
عطشت نفسي الي الله‏,‏ إلي الإله الحي‏.‏ متي أجئ وأتراءي قدام الله‏'...‏


إنه شوق الي
الله وعطش اليه‏,‏ كما تشتاق الأرض العطشانة إلي الماء‏.‏ كثيرون يصلون‏,‏ ولا تصعد
صلواتهم إلي الله‏,‏ لأنها ليست صادرة من قلب‏...‏ هي مجرد كلام‏!!‏ هؤلاء رفض الله
صلواتهم‏.‏ كما قال في العهد القديم عن اليهود‏:'‏
هذا الشعب يكرمني بشفتيه‏,‏ أما قلبه فمبتعد
عني بعيدا‏
'...‏إذن
حينما تصلي أيها القارئ العزيز‏,‏ تحدث مع الله بعاطفة‏.‏


فالصلاة هي
اشتياق المخلوق إلي خالقه‏,‏ أو اشتياق المحدود إلي غير المحدود‏,‏ أو اشتياق الروح
إلي مصدرها وإلي ما يشبعها‏.‏


والصلاة المقبولة
هي التي تصدر من قلب نقي‏.‏ لذلك قال الله لليهود في العهد القديم‏:'
‏ حين تبسطون أيديكم‏,‏ أستر وجهي عنكم‏.‏
وإن أكثرتم الصلاة‏,‏ لاأسمع‏.‏ أيديكم ملآنة دما
‏'.‏




إذن ماذا
يفعل الخاطئ المثقل بآثامه؟ إنه يصلي ليساعده الله علي التوبة‏.‏ ويتوب لكي يقبل الله
صلاته‏...‏ يصلي ويقول‏:'‏توبني يارب فأتوب‏'.‏ فالصلاة هي باب المعونة الذي يدخل منه
الخاطيء إلي التوبة‏...‏ إذن لا تنتظر حتي تتوب ثم تصلي‏!!‏


إنما صل طالبا
التوبة في صلاتك لكي يمنحك الله إياها‏..‏ ذلك لأنه بمداومة الصلاة يطهر الله قلبك
إن كنت تطلب ذلك بانسحاق أمام الله‏.‏




الصلاة هي
تدشين للشفتين وللفكر‏,‏ وهي تقديس للنفس‏.‏ وأحيانا هي صلح مع الله‏...‏ فالإنسان
الخاطيء الذي يعصي الله ويكسر وصاياه‏,‏ يشعر أنه توجد خصومة بينه وبين الله‏.‏ فلا
يجد دالة للحديث مع الله‏.‏ فإن بدأ يصلي‏,‏ فمعني هذا أنه يريد أن يرجع إلي الله ويصطلح
معه‏...‏ وبالصلاة يستحيي أن يخطيء بعد ذلك‏,‏ ويحب أن يحتفظ بفكره نقيا‏.‏ فهو إذن
يصل إلي استيحاء الفكر‏.‏ وهذه ظاهرة روحية سليمة‏.‏ وكلما داوم علي الصلاة‏,‏ يدخل
فكره وقلبه في جو روحي‏.‏


الصلاة هي
رعب للشياطين‏,‏ وهي أقوي سلاح ضدهم‏.‏ الشيطان يخشي أن يفلت من يده هذا الإنسان المصلي‏.‏


ويخشي أن
ينال المصلي قوة يحاربه بها‏.‏ كما أنه يحسده علي علاقته هذه مع الله‏,‏ العلاقة التي
حرم هو منها‏...‏ لذلك فالشيطان يحارب الصلاة بكل الطرق‏.‏


يحاول أن
يمنعها بأن يوحي للإنسان بمشاغل كثيرة مهمة جدا تنتظره‏,‏ وأنه ليس لديه وقت الآن للصلاة‏!‏


أو يشعره
بالتعب أو بثقل الجسد‏.‏ وإن أصر علي الصلاة‏,‏ يحاول الشيطان أن يشتت فكره ليسرح في
أمور عديدة‏...‏ أما أنت يا رجل الله‏,‏ فاصمد في صلاتك مهما كانت حروب إبليس‏.‏


وركز فيها
فكرك وكل مشاعرك‏.‏ واعرف أن محاولته منعك من الصلاة إنما تحمل اعترافا ضمنيا منه بقوة
الصلاة كسلاح ضده‏,‏ وثق بأنك في تمسكك بالصلاة‏,‏ فإن نعمة الله سوف تكون معك ولا
تتخلي عنك‏.‏




وفي صلاتك‏,‏
افتح أعماق نفسك لكي تمتليء من متعة الوجود في حضرة الله‏...‏ اطلب الله نفسه وليس
مجرد خيراته ونعمه‏...‏ تأكد أن نفسك التي تشعر بنقصها‏,‏ ستظل في فراغ إلي أن تكملها
محبة الله‏...‏


إنها تحتاج
إلي حب أقوي من كل شهوات العالم‏.‏ وهي عطشانه‏,‏ وماء العالم لا يستطيع أن يرويها‏.‏
وكما قال
القديس أوغسطينوس في اعترافاته مخاطبا الله‏:'‏ ستظل نفسي حيري إلي أن تجد راحتها فيك‏'.‏




قل له يارب‏:'‏
لست أجد سواك كائنا يرفق بي ويحتويني‏...‏ أنت الذي أطمئن إليه‏,‏ فأفتح له قلبي‏,‏
وأحكي له كل أسراري‏,‏ وأشرح له ضعفاتي فلا يحتقرها بل يشفق عليها‏.‏ وأسكب أمامه دموعي‏,‏
وأبثه أشواقي‏.‏


أشعر معه
أنني لست وحدي‏,‏ وإنما معي قوة تسندني‏..‏ بدونك يارب أشعر أنني في فراغ‏,‏ ولا أري
لي وجودا حقيقيا‏...‏ ومعك أشتاق إلي ما هو أسمي من المادة والعالم وكل ما فيه‏...'.‏


هذه هي صلاة
الحب وهي أعلي من مستوي الطلب‏.‏ فالقلب المحب لله قد يصلي ولا يطلب شيئا‏.‏ وكما قال
أحد الآباء‏:'‏ لا تبدأ صلاتك بالطلب‏,‏ لئلا يظن أنه
لولا الطلب لما كنت تصلي
‏'.‏




والصلاة قد
تكون شكرا لله علي ما أعطاه لك من قبل‏.‏ شكرا علي عنايته بك ورعايته لك‏,‏ وعلي ستره
ومعونته وكل إحساناته‏,‏ لك ولكل أصحابك وأحبائك‏.‏ وقد تكون الصلاة تسبيحا‏...‏


وقد تكون
مجرد تأمل في صفات الله الجميلة‏...‏


وبعد‏,‏ ألا
تري أن موضوع الصلاة لم يكمل‏.‏ فإلي اللقاء في المقال المقبل إن أحب الرب وعشنا



رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصلاه الربانية وكيف نصليها - أبونا أرميا بولس
لغة الإشارة .. ماهي .. وكيف يتم التعامل بها
ماهى مراحل الخطيه؟وكيف نتجنبها؟
الشباب وكيف يحيا الصلاه
ماهي الفضيلة وكيف تقتني؟


الساعة الآن 12:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025